ادلة وجود الامام الثاني عشر الامام المهدي عليه السلام

2020/08/05

إنَّ الأدلَّة على وجود الإمام المهدي عليه السلام على نوعين: أدلَّة عقلية، وأدلَّة نقلية، نستعرضها تباعاً: الأدلَّة العقلية عليه السلام:  نذكر من الأدلة العقلية دليلاً واحداً دلَّت عليه قاعدة اللطف المعروفة ونذكره ضمن مقدّمات: المقدّمة الأُولى: أنَّ الله تبارك وتعالى خلق الخلق لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات، لا ليستغني بهم أو ليعذبهم. المقدّمة الثانية: إخراج الخلق من الظلمات إلى النور حتَّى يصلوا إلى الكمال يتوقَّف على وجود مربّي عالم متَّصف بالكمال، وهذا العالم الذي يريد أن يوصلنا إلى الكمال ويُخرجنا من الظلمات بحكم العقل لا بدَّ أن يكون متَّصفاً بالكمال والعدل حتَّى يملأها قسطاً وعدلاً. فلا يمكن عقلاً أن يُرسِل الله عز وجل لنا من يظلم ومن يعمل صالحاً وسيّئاً ويكلِّفه بأن يُخرجنا من الظلمات إلى النور وأن يملأها قسطاً وعدلاً، ففاقد الشـيء لا يُعطيه، وقد جسَّد ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعده خلفاؤه الأئمّة الراشدون الطاهرون الكاملون بالعلم والعصمة، وحيث استشهد الأئمّة الأحد عشـر الأئمّة الأطهار ولا يمكن أن تخلو الأرض من كامل عظيم معصوم يُخرج الناس من الظلمات إلى النور لأنَّ خلوّها مع استمرار التكليف وامتداد العباد يلزم نقض الغرض الإلهي وهذا عقلاً لا يكون، فلا بدَّ من وجود الإمام الكامل المعصوم الذي به يتحقَّق الغرض الإلهي الذي هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور ويعينهم على الطاعة ويبعدهم عن المعصية من دون إلجاء، وهذا معنى اللطف الذي أشار إليه العلَّامة في التجريد، فإذن العقل يعطينا دليلاً على وجوده عليه السلام ضمن المقدّمات المذكورة. نعم العقل لا يُحدِّد لنا اسمه الشـريف، وهذا ما يتوفَّر عليه الدليل النقلي القطعي الدالّ على اسمه المبارك وعلى وجوده الشريف المبارك وعلى كمالاته وعصمته. إذن من باب اللطف لا بدَّ أن يوجِد لنا ربّ العالمين بين ظهرانينا شخصاً كاملاً عالماً، وهذا الشخص هو المعصوم، فكما أنَّ العقل يدرك أنَّ الله تبارك وتعالى لا بدَّ أن يوجِد ويوفّر للخلق أسباب تكاملهم من عيون تبصر وآذان تسمع، فكذلك لا بدَّ من أن يوجِد لهم ما به يتكاملون من الناحية المعنوية وهو وجود الإمام المعصوم عليه السلام. ولم يفهم أبناء العامّة مقصودنا من قاعدة اللطف، فقالوا: كيف تقولون: يجب على الله أن يوجِد الإمام؟ الجواب: أنَّنا لا نقصد بذلك إصدار الحكم بل نقصد به الإدراك، أي إنَّ عقولنا تدرك أنَّ الله تبارك وتعالى لا يخلّ بهذا الواجب الذي يدرك العقل أنَّه ينبغي فعله، فعلى سبيل المثال لو أنَّ رجلاً فقيراً طرق باب الكريم، والكريم عنده خير كثير، فهل يُعطيه أم لا؟ الجواب أنَّك تدرك بأنَّ الكريم سوف يُعطي الفقير قطعاً.

 

كتاب: المعارف المهدوية قراءة تمهيدية للشيخ علي الدهنين

أخترنا لك
صحة كربلاء توُقف ( 10 ) أفران ومخابز عن العمل لمخالفتها الإرشادات الصحية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف