محمد الزهيري
بلغنا تراث اهل البيت بصعوبة بالغة بسبب محاربة الظالمين لهم من جهة والتحريف والتزوير من جهة اخرى وقد ضحى صلوات الله عليهم بالغالي والنفيس من اجل ذلك وسار على نهجهم علمائنا الاعلام وتحملوا الاذى والظلم والتعذيب والتهجير والقتل من اجل الحفاظ على هذا الموروث .
وفي كل زمان يتم تحريف التاريخ والاحداث من قبل الاعلام المعادي للخط المستقيم وقد تعرض المذهب الحق لشتى انواع التهم والتزوير والتلفيق كقضية عبدالله ابن سبأ المزعومة واتهام ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي بالخيانة خصوصا من ابن تيميه لا لسبب الا لانه استاذ العلامة الحلي رضوان الله تعال عليهما واللذان يقولان باحقية مذهباهل البيت عليهم السلام بدليل قول الرسول ص بحديث متفق عليه: هو «ستفرق أمّتي» وحديث آخر أيضاً متّفق عليه: لا نجاة إلاّ بركوب سفينة أهل البيت والنتيجة واضحة وحينئذ نرى ابن تيميّة العاجز عن إظهار أيّ مناقشة وإبداء أيّ إيراد علمي في مقابل هذا الاستدلال وكان شديد التهجم والسب والشتم اذ يقول :
هذا الرجل قد اشتهر عند الخاص والعام أنّه كان وزيراً الملاحدة الباطنية الاسماعيليّة في الالموت، ثمّ لمّا قدم الترك المشركون إلى بلاد المسلمين، وجاؤوا إلى بغداد دار الخلافة، كان هذا منجّماً مشيراً لملك الترك المشركين هولاكو، أشار عليه بقتل الخليفة وقتل أهل العلم والدين، واستبقاء أهل الصناعات والتجارات الذين ينفعونه في الدنيا، وأنّه استولى على الوقف الذي للمسلمين، وكان يعطي منه ما شاء الله لعلماء المشركين وشيوخهم من البخشية السحرة وأمثالهم.
يروى ان الشيخ المفيد حضر لاول مرة درس أستاذه علي بن عيسى الرماني فقام رجل من البصرة وسأل الرماني عن خبر الغديروالغار
فقال له الرماني : إن حديث الغار دراية ، وخبر الغدير رواية ، والرواية لا توجب ما توجبه الدراية ، فسكت البصري ولم يكن عنده شيء.
فلما خف المجلس تقدم المفيد إلى الرماني ، ولم يكن يعرفه قبل هذا ، وسأله عمن قاتل الامام العادل.
فقال الرماني : إنه كافر ثم استدرك ، فقال :إنه فاسق.
فقال المفيد : ما تقول في علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ويوم الجمل وطلحة والزبير ؟
فقال الرماني : إنهما تابا.
فقال : أما خبر الجمل فدراية ، وخبر التوبة فرواية ، فأفحم الرماني ، ولم يأت بشيء ، غير أنه قال له : كنت حاضرا عند سؤال البصري ؟
قال : نعم.
ليتم بعدها التعرض بانواع الكذب والبهتان والتشنيع على علماء ومذهب اهل البيت لكنهم كانوا كالصاعقة بدفاعهم عن دينهم وعقيدتهم وحموا ايتام ال محمد من الضياع وكان في كل زمان من وجود التحريف والكذب والتدليس وبعضهم من باع دينه بدراهم معدودة وبعضهم من شكك وتوقف والى وقتنا هذا وخصوصا ما تعرضت له المرجعية العليا من تكذيب وتدليس وافتراء رغم كل المواقف الشريفة والطيبة وبذل كل ما في وسعها لانتشال العراق من الضياع في دهاليز الظالمين والفاسدين نراهم بين الحين والاخر يدسون السم بالعسل ولا ينفكون عن عمليات الزيف والتسقيط لكن هيهات هيهات سنكتب التاريخ لابناءنا لكي لا يتم تزييفه وتحريفه فنحن عشنا محنة السيد الخوئي رض وما تلاه من عمليات تشويه تفتقر الى الضمير وكلمة الحق من خلال الحملة الصدامية ابان تسعينات القرن الماضي ومارافقها من افكار خبيثة للنيل من المذهب والمرجعية والعلماء وكذلك عشنا وعاصرنا مرجعية السيد السيستاني دام ظله الوارف والتي مرت بظروف قاهرة عصفت بالعراق خصوصا ما بعد ٢٠٠٣ وراينا المحنة بعد الاخرى والماكنة الاعلامية المعادية التسقيطية من الداخل والخارج من العدو ومن الصديق من الاحزاب والتيارات التي ابتلعت خيرات العراق  كالحيتان .
نقول لهم من اين لكم هذا الكم الهائل من الكذب والتسقيط والكلام بلا دليل يقولون سمعنا وقال فلان ويقول فلان !!
نفس الاسلوب القديم ونحن نقول كما قال المفيد {{ أما اعمال المرجعية ومواقفها شهدناها ورأيناها وهي دراية ، وكذبكم واخباركم وتدليسكم فرواية }}  والرواية لا توجب ما توجبه الدراية بل الدراية اوثق من الرواية والوجدان لا يبطله البرهان .