معرفة الإمام المهدي (عج) تحتاج إلى رحمة وإذن رباني خاص
2020/07/12
يقول آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني [دامت بركات وجوده]
:
هذا هو الإمام صاحب الزمان صلوات الله عليه ! الذي تحار فيه العقول
كلما اقتربت فراشاتها من وهج سراجه !
إن معرفته تحتاج إلى إذن رباني خاص : وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ
يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ . ( سورة التكوير : 29 ) ، ولذا
كان علينا أن نطلب من الله تعالى أن يعرفنا إياه عليه السلام : اللهم
عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني
رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك ،
فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني . الكافي ج 1 ص 337 فلو كانت
معرفته مسألة بسيطة لما احتاجت إلى هذا التضرع ! بل هي من النعم التي
تحتاج إلى رحمة وإذن رباني خاص !
إن الذي نملكه أن نداوم ليلاً نهاراً على ذكر الله تعالى ثم ذكره عليه
السلام ، وذكره من ذكر الله تعالى ، فافتتحوا أيامكم واختموها بذكر
اسمه الشريف ، واذكروه في مجالسكم ومحافلكم حيثما كنتم ، لعله يتعطف
علينا بنظرة مما أعطاه الله ، وإن النظرة منه لتغير عالماً بأكمله
!
سيدي يا حجة الله في أرضه . . أيُّ شخصية ربانية أنت ؟ وما الذي ضمته
جوانحك من أسرار الله تعالى ؟ أيها الكتاب المستور ، يا صاحب الدين
المأثور ! ( سلام الله وتحياته وصلواته على مولاي صاحب الزمان ، صاحب
الضياء والنور والدين المأثور ، واللواء المشهور ، والكتاب المنشور ،
وصاحب الدهور والعصور )
أنت الكتاب المسطور فِي رَق مَنشُور ، والنور على النور ، وحامل سر
الله المستور في قلبك الطاهر ، المستسر عن قلوب الجميع ! إن الإمام
المهدي وجه الله تعالى ، لكن أي وجه لله هو عليه السلام ؟ نقرأ في
دعاء الندبة : أين وجه الله الذي يتوجه اليه الأولياء ، ولفهم هذه
الكلمة العميقة ينبغي أن نعرف هؤلاء الأولياء الذين يتوسلون إلى الله
تعالى بوجهه الذي هو الإمام المهدي عليه السلام فلنقرأ من صفتهم في
القرآن : أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا
هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ
الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ
لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . ( سورة يونس :
62 - 64 ) ، فلا بد أن يبلغوا هذه الدرجة العالية حتى يكونوا أهلاً
لشرف التوسل إلى الله بحجته الإمام المهدي عليه السلام ! روحي وأرواح
العالمين لك الفداء من جوهرة مخزونة بالأسرار . . طالما جهلناك
وانشغلنا بغيرك عنك ، وابتعدنا بأفكارنا عنك ! وسنبقى بعيدين ما لم
تعطف علينا بنظرة.