المحسن يُحسن للمسيء

2020/07/08



كان من الصفات البارزة في شخصية الإمام الحكيم [طاب ثراه]، حسن المعاشرة للناس بلطف، وأدب رفيع، ووقار، وهيبة ، فهو يبتسم ويظهر البشاشة لمن يلتقي بهم ولكن دون مزاح، ويحاول أن يبدأ بالحديث والسؤال لإزالة الكلفة من الزائر أو الذي يلتقي به، حتى لو كان إنساناً بسيطاً، وكان يبدأ بالسلام على المؤمنين أو من يلتقي بهم في الطريق، حتى أن بعضهم يفاجأ بذلك. وكان يحسن للمسيئين إليه ويستغفر لهم. ولا يتحدث في مجلسه بما يسئ لأحد من الناس أو يجرحه
لقد كان من الصعوبة بمكان، حتى لمقربيه أن يميزوا بين من يحبهم الإمام الحكيم ومن لا يحبهم، حيث كان يتعامل معهم جميعا بالاحترام والإكرام والبشاشة، ويميز بينهم بالعلم والفضل
 لقد كان أحد الأشخاص من أهل العلم يتحامل بقسوة على الإمام الحكيم في بعض الأدوار، وكان الإمام الحكيم يرسل إليه بالمال، فقيل له في ذلك، فقال: إن فلاناً متدين في ما أعهد، وهو عندما يتكلم عليّ لأنه يعتقد بما يقول، وإن كان مخطئاً في الواقع فلذا لا بد لي من أن أرعى ذلك فيه
لقد كان الأدب الاجتماعي الرفيع العالي يتصف به الإمام الحكيم من مقومات حسن المعاشرة هذه، سواء على مستوى المجالات العرفية التي أمر الشارع المقدس بها، حيث لم يتخل الإمام الحكيم عن ذلك حتى في أحرج الأوقات
مكتبة الإمام الحكيم العامة"


أخترنا لك
كورونا والعتبات

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف