سلطان علم الكتاب والقرآن: لا يزال الباب مفتوحاً أمام الأعاجيب العلمية!

2020/07/08

إن خضوع الكون لنظام متشابك من العلاقات بين اسباب ومسببات مما لا يدنو منه شك ولا يعروه ارتياب عند اولي البصائر والألباب.

وما طواه الإنسان من رحلة مضنية عبر الأزمان الى عصرنا تكرست في مسيرة استكشافه لتلك العلاقات ولولا ذلك لما وصل الى فتوحاته العلمية التي  تحكم من خلالها بمجريات الطبيعة فدفع عن نفسه كثيرا من أخطارها  وجير لمصلحته المزيد من منافعها  رخاءً زَيّنَ به عيشه حتى قرَّبَ البعيد وابعدَ القريب وطوى المسافات وصنع الأعاجيب ورقى الى الفضاء واستمطر السماء واستصلح البوار وتفنن في الأثمار  الى ما يعسر احصاؤه ويشق عدّه.

وينطوي هذا الكون على اسرار تدهش لها العقول وتطيش الألباب فكم من طاقة هائلة كانت مودعة في ذرات لا يلحظها البصر اهتدى اليها البشر فشطرها واطلق مخزونها المكنون فكانت الطاقة النووية المستثمرة في شتى المجالات من ترسانة الموت والدمار الشامل الى اداة الحياة في حقل العلاجات الطبية المتقدمة.

وما زال الإنسان يرسل طائر خياله الى افق رحب يتطلع الى المزيد يحدوه نَهم المعرفة وشراهة الاستكشاف يمنّي نفسه اختراق الأفلاك واحياء الأموات او دفع الشيخوخة او الموت عن نفسه ومنذ فتح عينيه البرت اينشتاين بنظريته على حلم غريب ما انفكت تختمر في فكره فكرة السفر عبر الزمن الى الماضي والمستقبل.

إن الخيال العلمي هو جزء من واقع كان كذلك امس فاستحال حقيقة ملموسة اليوم وقد يلتحق بها غداً بعض ما نصنفه اليوم خيالاً.

أ ترى لو بلغ اسلافنا الأولين خبرُ ما نستعمله في حياتنا اليومية ويلهو به اطفالنا من آلات وادوات دون اكتراث هل كانوا به مصدّقين ام يحكمون على قائله بالكذب او الجنون؟!

إن كل تلك الأعاجيب العلمية الجبارة حازها الإنسان العادي بإقدار الهي ضمن الاطار الطبيعي العام من خلال سلطان العلم المتراكم.

اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤)عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥) فزها بنفسه واختال وتنكر لصانعه وملهمه فحق عليه قول العزة :كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦)أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى..

سلطان العلم الذي كانت له الصدارة في قاموسنا الديني ونصوصنا المقدسة.

العلم بالكتاب والقرآن

وإذ نقصد من بحثنا هذا استخلاص ما يتحصل من الأدلة في ملكهم صلوات الله عليهم فلن نخوض غمار تحقيق معنى الكتاب ومحتواه والقرآن ومدارجه الوجودية وتحديد حقيقتهما وحدة وتغايراً بل نقتصر على ما يتعلق بالمقام.

فنقول: لا ريب في دلالة هذين المصطلحين على الدستور التشريعي والمرجع المعرفي الوحياني وهو القدر المتيقن لدى كل مسلم وحيث إنَّ ثبوته لا ينفي ما عداه فإن الإقتصار عليه ونفي ما سواه برفع اليد عن دلالة جملة مما جاء في الكتاب الكريم والحديث الشريف وارتكاب التأويل فيها مجانبة للإنصاف وسلوك في متاهة الاعتساف.

فلو وقفنا بين يدي قوله تعالى:

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ

لوجدنا الكتاب موصوفا في عقد السلب بعدم تفويته لشيء.

 ولو امعنا النظر في دلالة شيء المنكّرة في سياق النفي مع كونها اوسع المفاهيم واشملها لظهر كون الكتاب الموصوف هنا هو ما يحمل بين دفتيه ما يتعلق بكل كائن كان ويكون وامكن ان يكون وما لا يكون أن لو كان كيف يكون.

ويلتقي ذلك مع قوله جل جلاله:

وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ

وقوله تقدس اسمه:

إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ

وقوله جل ثناؤه وجمّت آلاؤه:

وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْء

لنعطف بعدها على قوله تعالى:

وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا

واضمم إليه ما ورد في احاديث كثيرة رواها الفريقان من خواصٍ  مادية ومعنوية ودنيوية واخروية لسوره وآياته افردت لها المصنفات.

والحاصل أنه مضافا للمعارف والتشريع يكون مشتملاً على خارطة شاملة لإقليم الوجود برمته، كاشف لشبكة العلاقات المعقدة الحاكمة على دائرة الكائنات بحيث تخول من يؤتيه الله تعالى ذلك التصرفَ

أخترنا لك
???? مجاهدو فرقة الامام علي (عليه السلام) القتالية - الحشد الشعبي يواصلون توزيع السلات الغذائية المتكاملة للعوائل المتعف

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف