اكتشاف علاج كورونا درسٌ في التَّخصُّص

2020/06/24



منذ أن تفاقمت أزمة جائحة كورونا يطلُّ علينا بين حينٍ وآخر إعلانٌ عن اكتشاف علاجٍ أو لقاحٍ للوباء، ويخرج طبيبٌ أو أكثر ليتحدَّث بمصطلحاتٍ علميَّة عن الاكتشاف وأهميته، ولأنَّني من عوامِّ النَّاس لا معرفة لي بالطبِّ وجزئيَّاته الدقيقة أشعر أن الكلام مقنعٌ، وأتفاعل معه، ولعلِّي إذا رأيت متخصِّصًا ينتقده أتَّهمه بالحسد، ومحاربة الإبداع، ولكن سرعان ما تظهر تقارير علميَّة متخصِّصة تبيِّن زيف ما يُدَّعى، والمبالغة في كلام المدَّعي، وفي لحظة من الحيرة في الأمر أطمئنُّ لمن تشهد له الأوساط الطبيَّةالمتخصِّصة بالعلم، والفضل، وحسن السِّيرة، فأجدني قد اكتشفت أنَّ في التَّخصِّص جزئياتٍ دقيقة لا يحيط علمًا بها عوامُّ النَّاس فينخدعون بما يلامس مشاعرهم من خطاباتٍ زُيِّنت بمصطلحات العلم.

هذا التَّأمُّل ذكَّرني بحالةٍ مررت بها عندما اطَّلعت - في مرحلة الإعداديَّة - على دراساتٍ تهاجم قواعد اللُّغة وتدعو لإحلال العاميَّة محلَّ الفصيحة، ولكنِّي عندما تخصَّصت في اللُّغة العربيَّة اكتشفت من جزئيَّات التَّخصُّص الدَّقيق ما يُسَّفه هذه الدَّعوات.

وبين التَّأمُّل في تخصُّص الطِّب، وتذكُّر تخصَّص اللُّغة وجدتني أستحضر ما يشاع بين آونة وأخرى من كلام غير متخصِّصٍ في الفكر الدِّينيِّ، أو خطابٍ انفعاليٍّ لمنتمٍ لم يتقن التخصُّص فنستمع لتشكيكاتٍ في ثوابت المنظومة الفكريَّة أو ادِّعاءاتٍ جديدةٍ على طريقة مكتشفي العلاج في الإعلام، ومن ثمَّ تجد من يصدِّق هؤلاء، ويكذِّب متقني التَّخصُّص ممَّن تشهد لهم حلقات الدَّرس الدِّيني بالفضل، وعلوِّ الشَّأن.

د. عباس عبد السادة

http://t.me/Elixirofwisdom
أخترنا لك
هل يعيش فيروس كورونا على أغلفة المواد الغذائية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف