ولو ان الامة اتبعت دعوة السيد السيستاني، لما ظهر في العراق اي جماعة مسلحة تنشر الفوضى وتنصب نفسها الحاكم على الشارع.

2020/06/23

مقال مقتطف للاستاذ اسعد عبدالله عبدعلي

كانت الامور متهيئة ليتحول دستور كتبه الاحتلال الى واقع على العراقيين العمل به، لكن السيد السيستاني رفض هذا التوجه وخاطب الامم المتحدة والامين العام برفض فكرة دستور يكتبه المحتل، وافتى بالدعوة لانتخاب جمعية وطنية يكون من مهامها كتابة دستور للبلاد، فقطع الطريق امام الاحزاب والمحتل وبقايا البعث، والذين كانوا متفقين على تفعيل دستور يكتبه المحتل، مما اربك المحتل ومنهجه في حكم العراق، حيث كانت خطوة غير متوقعة شلت تفكيرهم.

لذلك حاول المحتل الدفع ببعض الجهات السياسية لرفض الانتخابات، والدعوة لعدم المشاركة فيها، لأسقاط راي السيد السيستاني، وكي يتم العودة للمحتل ودستوره، لكن فشلت تلك الكيانات السياسية في منع الناس من المشاركة في الانتخابات، مما احبط المشروع الامريكي بشكل نهائي، واصبح رأي السيد السيستاني في انتخاب جمعية وطنية تكتب الدستور هو النافذ، رغماً على ارادة الاحتلال واذنابها في العراق.

وتمت الانتخابات وتشكلت اول جمعية وطنية منتخبة، والتي استطاعت ان تكتب الدستور.

فتنة سامراء

في عام 2006 قام تنظيم القاعدة بتفجير قبة مرقد الامامين العسكريين في سامراء، عندها رفض السيد السيستاني اتهام السنة بهكذا عمل، وشدد على التزام ضبط النفس، وعدم الانجرار الى الفتنة الطائفية، لكن عدم التزام بعض الجهات بتوجيهات المرجعية الصالحة، جعل البلد يسقط في فخ الحرب الطائفية، مما أشعل نار الفتنة، ودخل البلد منزلق خطير.

حيث كان المحتل دوما يسعى لمخالفة توجيهات السيد السيستاني، ويشعر بسعادة اذا وجد عدم تنفيذ لما يفتي به المرجع الكبير.

لكن الاهم ان دعوة السيد السيستاني وجدت طاعة من فئة واسعة من الناس الواعين، وكانت رسالة تطمين لأهل السنة، باعتبار ان عدو الشيعة والسنة واحد وهو التطرف، مما جعل من المرجعية الصالحة تنطلق بأفق اوسع، حيث لم تعد للشيعة فقط، بل هي للسنة السنة معا مرجعية ابوية ارشادية، والكل يستفيد من فيضها، فسبحان الله حاولوا تحجيم المرجعية الصالحة، فاذا بها تكبر وتتوسع مداها لتشمل كل ابناء العراق.

هجوم داعش

في صيف عام 2014 كان جسد البلد يتأكل بفعل تقدم زومبي عجيب (عصابات داعش) يحترف قتل الانسان ويرفع شعارات الاسلام، سنخ جديد من القاعدة، واحد افراخ الوهابية، ليسيطر على الموصل واجزاء واسعة من تكريت والانبار، وكان الهدف بغداد، ان تسقط بيدهم في حزيران، لتعود الحياة لمشروع المحتل في تقسيم العراق الى 3 اجزاء، كان الرعب ينتشر بفعل التقدم السريع لعصابات داعش (...) مما تسبب بتسرب روح الهزيمة.

كانت التوقعات قريبة جدا بحدوث فاجعة في بغداد، اعد لها جيداً ذيول البعث والاحتلال والمتطرفين والرعاع.

وفي خضم ذلك الرعب وهشاشة موقف الدولة تصدت المرجعية الصالحة للموقف، فاعلن السيد السيستاني فتوى الجهاد الكفائي للتصدي لعصابات داعش، والذي دعا فيه كل من يستطيع حمل السلاح بالمشاركة في القتال إلى جانب الأجهزة الأمنية الحكومية، وما هي الا ساعات حتى تشكلت سرايا الجهاد، وانظم للفتوى فصائل المقاومة، لتحمي بغداد ثم تلاحق عصابات داعش، الى ان تم القضاء على داعش لاحقا ببركة هذه الفتوى، ويفشل مخطط الاعداء والاوغاد، وقد اربكت فتوى السيد السيستاني الاوساط العالمية، لكن كانت فتوى مسددة من قبل الله سبحانه وتعالى، اظهرت للجميع اهمية ربان السفينة والاب الكبير لكل العراقيين، وان دوره وقيادته تظم كل اطياف الشعب العراقي.

اللهم انا نسئلك ان تحفظ السيد السيستاني من كل سوء، فهو ابٌ لنا جميعا، وان تخزي الاعداء والحاقدين واذيال البعث والرعاع وان تفضح اكاذيبهم.

أخترنا لك
توقعات بارتفاع الطلب على النفط في 2021 وتجاوز أسعار برنت أكثر 60 دولاراً للبرميل

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف