العقيدة .. بين العاطفة والعقل
2020/06/22
▫️ السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .. أمَّـا بَـعْـــــدُ
:
▫️ لا شكَّ أنَّ الإنسان لا يُمكن له أن يتجرد عن غريزة العاطفة ,
لأنَّها تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من إنسانيته و بدونها لا يُمكن وصفه
بـ(إنسان) أبداً , و لكن بشرط أن لا تتغلب (عاطفته) على (عقله) ,
لأنَّها لو تغلبتْ حينها سيكون الإنسان أقرب للعجماوات وصفاً من
الإنسانية , و مِمَّا سيُؤدي أيضاً إلى حدوث تخبطاً في الفكر , و
أضطراباً في التفكير , و صراعاً نفسياً قوياً مِمَّا لا يُمكن لأي أحد
وضع حداً له غير صاحبه , فهو الوحيد القادر و المعني في حسم هذا
الصراع بين (العاطفة) و بين (العقل) , لتستقر روحه التي بين جنبيه
لكيّ يُحسَم أمرها إلى أين , لأنَّه من غير الصائب أن يستفرد العقل
بالإنسان و لا أن تستفرد العاطفة بهِ , بل لابد من حدوث توازن فيما
بينهما فإن حدث التوازن حينها فقط يُمكن وصفه بـ(إنسان سوي) , و خلاف
ذلكَ لا يُمكن أن يكون هكذا حتى لو أصرَّ البعض بوصفه بهذا الوصف ,
لأنَّ الإعتقاد الذي يُخالف الواقع لا يُغـيّر من الواقع شيئاً مهما
أصرَّ صاحبه عليهِ .
▫️ و من هنا فمن حقنا أن نتسائل : الذي يترحم ــ بذريعة الإنسانية ــ
على تارك و ناكر ولاية الإمام علي أبن أبي طالب (عليهِ السلام) فما
باله لا يترحم على معاوية أو يزيد أو طلحة أو الزبير و أمثالهم أيضاً
بل يصرُّ على لعنهم !! . و الأكثر غرابة أنَّ بعض الذين يترحمون على
تارك و ناكر الولاية هُم مِمَّن يدَّعُون بالتشيّع و تمسكهم بولاية
الإمام علي أبن أبي طالب (عليهِ السلام) ! , و لا نعلم هل نزلَ عليهم
الوحي من السماء و أبلغهم بجواز الجمع بين (الولاية) و (التبري) في
آنٍ و موضوعٍ واحد ؟!! , و مَن يُحاول متوهماً الجمع في حُب الولي و
المُخالف فهو أعور كما وَرَدَ ذلكَ على لسان أهل البيت (عليهم السلام)
.
▫️ و مَن يجد حرجاً في الكلام في هكذا مواقف فيُمكنه إلتزام الصمت ,
فالصمت في كثير من الأحايين إن لم يجلب الأجر و الثواب فعلى أقل
التقادير فهو لا يجلب الآثام و المعاصي , و لذا قِيلَ ((إذا كان
الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)) .
???? تنبيه : إن وجدَ أحدهم أن صداقته قد أُلغِيَتْ فلا يلومنا بعد أن
فقد عقله و جرفه موج الباطل و راح يترحم على مَن أنكر ولاية الإمام
علي أبن أبي طالب (عليهِ السلام) , و ليس سراً بل أنكرها علانيةً ! ,
و لو أنَّ أبي أو أُمِّي أو أبني في يوم ما ــ لا سامح الله تعالى ــ
أنكر ولاية الإمام علي أبن أبي طالب (عليهِ السلام) و مات فلعنة الله
تعالى عليَّ لو ترحمتُ عليهِ .
▫️ و دمتم في رعاية الله تعالى .
الشيخ عباس الطيب
28 شــــــــــــــوال 1441هـ
21 /6 ــ حزيران/ 2020م