ما هو المعيار في تنظيم حياتك؟
2020/06/16
آية الله السيد محمد باقر السيستاني يجيب:
إنّ الإنسان بحسب الرسالات الإلهية كائن عاقل خالد ، خلقه الله سبحانه
وتعالى لمعرفته والوقوف على عظمته ، بدأ خلقه جنيناً نفخ فيه الروح ،
بعد استعداده لإستقباله ، فجعله بذلك مكوناً من روح وجسد ، ولا يفنى
بفساد جسده بالممات بل تبقى روحه موجودة تنتظر إعادته في نشأة
أخرى.
وله بذلك نشأتان ...
نشأة في هذه الحياة الدنيا تنتهي بمماته ، وهي دار اختبار وابتلاء له
، أعطي فيه الأختيار وخيّر بين دربين ،درب الإذعان لله سبحانه والقيم
الفاضلة ، ودرب التنكر له والإنغماس في الرغبات.
وسوف ينشأ نشأة أخرى لمحاسبته وجزائه وفق اختياره ، ولو ضاع عليه
الطريق بغير تقصير حسب له ذلك.
وهذا المعنى من أصول العقائد الدينية ومرتكزاتها ، وعليه فإنّه يتعين
على الإنسان العاقل أن ينظّم حياته الدنيا هذه على وفق هذه الحقيقة
ومقتضياتها ، ولا ينظّمها على ما يناسب فناءه بالممات ، فهو ..
أولاً : كائن خالد.
ثانيا : مخلوق لمعرفة الله سبحانه وتعالى.
ثالثا: أنّه هذه النشأة نشأة امتحانية له ، يكتسب بها درجته في
التوفيق مع غاية خلقه وقيم وجوده ، وسوف يحاسب وتحدَّد درجته ، فيكون
حظّه من السعادة والشقاء أبداً بحسب تلك الدرجة.
________