لعل العنوان الأوحد و الذي يتصدر وسائل الإعلام العالمية منذ
مطلع هذاالعام والى الآن هو " فيروس كورونا فبعد أن كان هذا الفيروس
مجرد كارثةصينية صغيرة لا تتجاوز حدود بلد المليار و نصف مليار ساكن ،
فقد باتهذه الأيام آفة فورية عالمية تجتاح في أرقام مهولة مفاجئة
الدول تلو الأخرى، وتتزايد معها حالات الإصابة بهذا الفيروس الغريب في
وقت قصير ،حسب الإحصائيات الرسمية المتجددة يوميا و الصادرة عن منظمات
الصحةالدولية .
إيران و العراق ، ودول الخليج و مصر ، ولبنان إيطاليا و فرنسا ،
والمانيا وأذربيجان و غيرها الكثير الكثير هيالدول التي وقعت فريسة
لهذا الوباء الذي أبت منظمة الصحة العالمية أن توقع عليه هذه التسمية
. حوالي 70 ألفحالة إصابة في الصين وحدها و آلاف من الإصابات حول
العالم تجعل أسئلة عديدة تقتحم أدمغة البشر ،خصوصا مع حقيقة عدم
اكتشاف علاج رسمي لهذا الداء حتى ساعات كتابة هذه الأسطر . حالة من
الهلع تجتاحالعالم بأسره و خصوصا إيران التي باتت ثاني بلد من حيث عدد
حالات الإصابة بفيروس كورونا ، و التي باتتمحجورة السفر إلى البلدان
المحيطة بها خوفا من انتشار هذا الداء ، و إجراءات طارئة في الدول
المجاورة لها منحملات فحص و إغلاق الحدود و تكثيف المراقبة في
المطارات و الموانئ . لكن بعض الدول - و التي باتت مهددةبهذا الفيروس
تعاني من ضعف الامكانيات لمواجهة هذا الفيروس المخيف .. و ينطبق ذلك
على العراق الذي يعانيمن قلة المستشفيات وقلة اجهزة الفحص المختبريه
وقلة الادويه واشرطة فحص المرضى حيث كانت استعداداتوزارة الصحه
العراقيه مئة شريط فقط ومختبر فحص واحد فقط في بغداد تتم ارسال عينات
الفحص من كلالمحافظات له .. لكن دولة الصين رغم ماتعانيه من هذا المرض
قامت بأرسال مساعدات للعراق تتضمن ٥٠٠٠٠٠الف شريط فحص بالاضافة الى
اجهزة فحص ومعدات وطاقم طبي لمساعدة العراق في مواجهة هذا
الفايروساللعين ولانعلم هل هذه المساعدات كافية للعراق يتجاوز بها
عاصفة كورونا.. السؤال الذي يطرح نفسه ..! هلالعراق سيعتبر من
أخطاء هذه الحادثة في السنوات القادمة ، و سيبني أسسا طبية جديدة أشد
مقاومة و عتوة ووهل سيكون جاهز للتصدي لهذا النوع من الكوارث .
و بين هذه الأخبار والتساؤلات يتقلب الإنسان أينما كان و يسأل : هل
البشرية تعرت لتكشف حقيقة العجز والنقص الذي تعانيه على مستوى التجهيز
و العناية الصحية ؟
وهل كل الامكانيات المتاحة بالدول المتقدمة غير قادره على مقاومة
فايروس صغير لايمكن رؤيته بالعين المجرده .
حتى منظمة الصحة العالمية كانت شديدة الصراحة في حديثها
مع الإعلام حيث بينت أن الفرص تتضاءل معالوقت لفتك بهذا الفيروس بلا
ضحايا . المنظمة بدورها كشفت تخوفها و عجزها الراهن أمام هذا الفيروس
الغريبمن دون أن تغلف كلامها بالطمئنة الكاذبة ، خلاف رفضها لتسمية
الوضع على أنه " وباء عالمي " مشددة أنها لنتتهاون في دعم الدول
المتضررة و في العمل لوقف تحركات الكورونا .
و يبقى السؤال الضخم الذي تلوكه الألسنة
فيروس كورونا .. هل يكون عبرة للبشرية ؟
هل يتعض الانسان ويفكر قليلاً انه رغم كل التقدم والتطور العلمي يقف
عاجزاً امام ارادة الله سبحانه وتعالى فهووحده القادر على كل شيء وحده
الذي اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون لذلك دعونا نبتهل الى خالقنا
وندعوه انيستجيب لنا وينجينا من شر هذا الفايروس اللعين انه سميع
الدعاء
(اللهم هذا الوباء قد غدا من حولنا وامره بين يديك ،فحل بيننا وبينه
بلطفك وسترك وعفوك ورحمتك واحمي بلادناوجميع بلاد المسلمين من شره
وبلاءه انك سميع مجيب )