عقوق الابناء

2020/10/30

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين

وبعد :

فقد خلق الله سبحانه الانسان ذاك المخلوق العجيب في خلقه  المختار في تصرفاته وهو كائن مجبول بالفطرة على ما اودعه الله فيه من غرائز وصفات واحد تلك الغرائز التي جبل الانسان على حبها هي غريزة الخلود وسرعان ما اكتشف الانسان ان لديه في هذه الارض عمر محدود لا يتعداه وانه لا خلود له مع سلطان الموت و تزامنا  ايضا عرف كيف يشبع غريزة حب البقاء عن طريق التكاثر و الولادة والاستخلاف فكان يرى في الاجيال المولودة القادمة واللاحقة استمرارا للاجيال السابقة الماضية ....فكان يسعى دوما للبحث عن الافضل وما لم يستطع تحقيقه ينقله لتلك الاجيال القادمة عبر رسائل يحاول ايصالها مرة بالقصص الخيالية التي اصبحت حقيقة مع مرور الايام كما كان له حلم الطيران في الفضاء وتارة اخرى يوصل رسائله نظريات تنقحت وتطورت فيما بعد لقوانين وعلوم وهكذا كان ابن الانسان هو حلم الانسان نفسه في تحقيق طموحاته و رغباته التي لم تشبعها سنين العمر في انهائها ... فكان يرى في الابن حلم يحقق ما اراده وخطط له في سنين شبابه العشرين وكان يرى في ابنه ان يصل لتحقيق الافضل من احلامه التي لم يحققها...

وهكذا كان الانسان يسعى دوما للبحث عن الافضل في تربية الابناء وتعليمهم .... ولكنه في احيانا كثيرة كان ما يفشل في تحقيق حلمه في الابن الافضل لانه اخطأ مرة في اسلوب التعليم واخرى في اسلوب الجبر والاكراه واخرى في نقل المعارف الخاطئة التي لم يتسنى له الوقت لتصحيحها...

وفي مجتمعاتنا العربية كثيرا ما نلاحظ ان الاباء في احيان كثيرة يتمادون في تفسير عقوق الابناء لابائهم وكثيرا ماكانوا يتعاملون مع ابنائهم كانهم اجزاء اثاث مملوكة لا يحق لهم التكلم او الادلاء براي او ايجاد فكرة فما هم الا قطعة مملوكة بالكامل للاب او الام وعليهم الالتزام الكامل بكل ما يمليه الاباء من سيئات في بعض الاحيان او اخطاء ولو في بعض الاحيان بنظر اولادهم ... وكثيرا ما يعتقد الاباء بان العمر وحده هو مقياس خبرة الانسان وتجاربه في هذه الحياة غير ملتفت الى طموح الشباب او الى الزمن الذي تغير مع مرور السنين والذي لم يعد يفهم متطلباته مع تقادم ساعات عمره الماضي ...

فيشكو هذه الايام الكثير من الاباء من عدم التفات ابنائهم  لرعايتهم او ما يمثل في وجهة نظرهم العقوق فهذه الام تشكو من ابنها الذي يريد ان يتزوج من بنت ليست من اقاربها ... واخرى جائت تشكو من صويحبات  السوء لابنتها ؟؟

و ذلك الاب يشكو من عدم التفات ابنه للعمل الجاد في تجارته وفي محل عمله؟؟ اذكر في احد الايام جائت احد الامهات تشكوني ابنها لبالغ من العمر 26 ربيعا بانه لا يصلي ومهما نصحته لا يلتفت ؟؟؟ فكان جوابي لها اين كنت في 26 ربيعا الماضي عندما كان الابن مجرد ارضاً خاوية صالحة للزراعة ولاتجد الفلاح ... اين كنت عندما كان عجينة تنتظر النحات الذي يصوغ تركيبها ..

ففي البداية يجب ان يعرف الاباء ان ابنائهم هي صنائعهم و ثمرة اعمالهم التي زرعوها وان للابناء حقوقا من التربية والتعليم كما ان للاباء حقوقا يجب مراعاتها ... وكما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان الانسان مولود على الفطرة فابواه اما يهودانه او ينصرانه او يمجسانه وهنا يجب ان نعرف ان ايضا ان العقوق راجع للاباء قبل ان يصدر من الابناء ..

سنتطرق الى  حقوق الابناء في الاسلام التي يجب مراعاتها من التربية والتعليم والخ من الحقوق الواجبة على الاباء والامهات.

وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

أحمد خضير كاظم

أخترنا لك
سيارات المستقبل مفتاحها في ساعة يدك

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة