رب الاسرة غالبا ما ينأى بنفسه عن الدخول في سجالات الابناء وغالبا ما يكون رب الاسرة مشغولا بمشاكل الاسرة الاساسية و لا يترك فرصة الا و يستغلها لتربية الابناء ولتوجيههم لماهو الصالح لهم ولحياتهم...وتلعب المرجعية دور الابوة ليس فقط للشيعة وموالين ال البيت عليهم السلام و لا للعراقيين من كل الطوائف و الملل بل لكل الانسانية وحتى العاصين منهم فهي تمثل أمتداد خط نبي الرحمة و الانسانية و التي لا تترك فرصة لمد يد المساعدة والعفو حتى للعصاة و المتجوزين على مقامها والمواقف في هذا المجال لا يمكن حصرها ...
ولكن غالبا ما يتوارد السؤال التالي لماذا لا ترد المرجعية على المتجاوزين ؟؟ لماذا لا ترد المرجعية على مدعي المرجعية ودعاة المناظرات؟ ولماذا لا ترد المرجعية على بعض اولئك الذين يدعون زورا وبهتانا على المرجعية ؟
وللاجابة تختلف مابين اولئك فهي تترفع عن الرد على المتجاوزين على مقامها لان المتجاوزين اما ان يكونوا مدفوعين الثمن مسبقا او من المغرر بهم اوبعضهم ممن يطرق باب الشهرة من التجاوز على مقام المقدسات و المرجعية ويحاول فتح باب الشهرة من خلال تلك المناقشات العقيمة وهذا ما تنأى المرجعية عن تضييع الوقت في الرد على امثال هؤلاء...
و في حالات أخرى يكون الرد اعتراف ضمني باعلمية مدعي المرجعية او العلمية مثل ظهور احد مدعي المرجعية الذي طالب المرجعية العليا لمناظرة علنية وهو في العرف الحوزوي لم يتجاوز اي مرحلة دراسية فالقبول و الرد هواعتراف باعلمية من لم يحصل ادنى المستويات العلمية و الدراسية في الحوزة و الذي سيتخذ من جهل الناس بدقائق تلك الدروس ذريعة لاثارة بعض نقاط الخلاف فيكون الضرر أكثر من نفع هكذا مناظرات...
أما ان المرجعية لا ترد حول من يتهمها زورا و بهتانا فهذه فتواها وكتبها و من لا يكلف نفسه تعب البحث عن رأي المرجعية سوف لن يزيده الرد الا حيرة و بعدا ...
بل ان بعض تلك الاشكالات يكفي في الرد عليها من يمتلك تحصيل دراسي معين وهذا ما نراه عندما يثير احدهم هنا اوهناك بعض الزوبعات الاعلامية فنرى سيلا من الردود يأتي متتاليا ووافياً وكافياً ...
ولعل السبب الاهم من عدم رد المرجعية عن كل هؤلاء هوأنشغال المرجعية العليا في رد كيد الاحتلال عن الامة الاسلامية التي ترى مسؤوليتها في الحفاظ على وحدتها وتقويمها وتعليم ابنائها فنون الرد عند الحاجة ..هو أسمى من الانجرار الى محاولات اعداء خط ال البيت عليهم السلام و تحقيق رغباتهم في شغل الامة و الشعوب في الانشقاقات و التفرقة وقد تكون هناك اسباب لا نعرفها و لم يتوصل لها عقلنا القاصر عند كتابة هذه المقالة ..
أحمد خضير كاظم فنارات علمية
