حافظ الاسرار (٢)
غلب الغموض شخصية حافظ الاسرار وكأن مهمة حفظ الاسرار التي كانت تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل محاطة بجزء من القدسية التي يجب أن يحافظ عليها المرء ويدافع عنها بحياته ...قد جعلت من شخصية حافظ الاسرار سر بحد ذاتها ... كانت زاوية بائع الشاي هي متنفسي الوحيد للهرب من صخب الحياة و الجلوس بهدوء في رحلة البحث عن حافظ الاسرار...
ازداد حبي للشاي والقهوة التي يعدهما بائع الشاي وصرت اقضي أكثر من نصف يومي وانا اجلس في زاويته التي يبيع فيها انواع الشاي والقهوة والتي نادرا ما تكون فاضية أو فارغة...
اراقبه واستمع لكلماته ومحادثاته أو أقرأ ما يكتبه بالطبشور يوميا على سبورة وضعها في ركنه...
مضت الايام سريعةً في رحلة بحثي عن حافظ الاسرار كنت انسى فيها الكثير من احتياجاتي و ألتزاماتي وسط فوضى الحياة ... لكني لم انسى فيها رحلة بحثي لكشف تلك الاسرار المختبئة في خزانات حافظ الاسرار ومقفولة بأقفال الحديد أو تعاويذ الحفظ اوحتى بجني الخاتم..
وفي أحد الليالي وعند موعد أقفال زاوية المقهى وانا اجمع اغراضي التي تناثرت على الطاولة .. تذكرت اني لا أعرف أسم بائع الشاي على الرغم من ترددي الطويل والكثير لزاويته وتوطد علاقتي به خلال هذه الفترة فسألته:
-ماأسمك سيدي؟
-أسمي حافظ ياسيدي..
_ حافظ؟؟!!
_ نعم, حافظ.
_ هل أنت حافظ الاسرار؟
_ هكذا يلقبوني.
أزدادت حيرتي ، لقد أجابني عن سؤال شغلني ليالي وأيام طويلة ولكنه تركني أسير تساؤلات كثيرة؟؟!!
_ كيف يكون بائع الشاي هو نفسه حافظ الاسرار؟
- وماهي هذه الاسرار؟
- ولماذا هي أسرار اصلا؟
- وكيف لم أنتبه خلال هذه المدة الى شخصية بائع الشاي الحافظة للاسرار ؟
- وأين يخبئ تلك الاسرار؟
وغيرها من الاسئلة التي كانت تؤرقني وانا أبحث عن إجابات لها...
أحمد خضير كاظم| رواية حافظ الاسرار