لم يكن العالم الرقمي بمعزل عن اسقاطات النفس البشرية وانعكاساتها ...
فكل ما يمكن ان تراه في الحياة الواقعية من كذب او تسقيط او بهتان تجده في العالم الرقمي ليكون مثال مكتوباً لما تتفوه فيه الافواه من أباطيل...
فترى كل مشروع قبل ان يطرح على ارض الواقع هاجمته العوالم الرقمي... وكل شخصية ما ان تنجح حتى تتهم عبر العالم الافتراضي قبل الحقيقي وخاصة ان العالم الرقمي و مواقع التواصل لا تطلب الادلة او البرهان ....
حتى اصبح مصيدة كبيرة لذوي النفوذ و السلطة وخاصة بعد ان تبين سيطرته ومحركيته للرأي العام ... (حتى كشف مصدر أمني للسومرية نيوز في 2/11/2019 عن ما يقوم به سياسيون باستخدام جيوشهم الالكترونية مقابل خمسمئة دولار شهرياً لكل شخص يدير صفحات وهمية)...لذا يحاول الكثير من اصحاب النفوذ ايجاد اولئك الاشخاص من ذوي الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي وتجنيدهم مقابل راتب شهري او مبلغ مالي معين مرة يكون لقاء خدمة اعلانية ( لمنتج او تسويقية ) ومرة أخرى لاغراض سياسية وغيرها وتعتمد على الجهة الممولة وصاحب الصفحة...
وهكذا أصبحت تلك الصفحات تدار لصالح أجندات معينة تسيطر على الرأي العام من جهة باثارة شائعات وانجازات لانفسها للترويج ومن جهة أخرى تمنع من تداول اي خبر يثير حفيظتها ...بعض تلك الصفحات تمهد لمحاربة ناشطين مدنيين بعد ان تصبح لديهم كلمة في المجتمع وتثير حولهم الاشاعات وحملات التسقيط تمهيداً لتهديدهم فيما بعد أو حتى لتصفيتهم....
أصبحت الجيوش الالكترونية واقعاً يعيشه اصحاب النفوذ يمارسون خلاله حروبهم السياسية الناعمة و الخشنة على حد سواء.... يعرفون خطره وتأثراته...
حتى وصل الامر انه عندما قام الشعب بتاريخ الاول من أكتوبر (تشرين الاول) مطالباً بحقوقه ومعبرا عنها بهاشتاك اطلقه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان نريد-وطن لم يكن من اغلب السياسيين ان يصدق فشله في العالم الواقعي في كل المجالات و الملفات ( ملف الخدمات وملف القضاء على الفساد انموذجاً) وهذه المرة وقعوا هم ضحية جيوشهم الالكترونية التي طالما مجدتهم .....
ولم يكن لهم الا ان يرموا اولئك الشباب بهاشتاك مقابل عبر شاشات التلفاز وهو ستيفن نبيل و التآمر ...
متناسين في ذلك انه مهما سيطر العالم الرقمي فانه لن يمحي العالم الحقيقي من الوجود فالعالم الرقمي هو الانعكاس وليس العكس ...
و يوما بعد يوم ونرى ازدياد الحملة الالكترونية و الشائعات ضد الاحتجاجات السلمية تروج هنا وهناك باعلانات ممولة تحاول سلخ الاحتجاجات عن سلميتها مرة بالتحريض على العنف و أخرى بنشر مقاطع مفبركة او اخبار مفبركة تقتلها رسوم المتظاهرين على نفق التحريرلتثبت سلميتها وعنفوان الشباب المحب للوطن والحياة بكرامة ..
وأخيرا نقول لتلك الجيوش الالكترونية مهلاً فأن الشعب يتهم و لايُتهم....
أحمد خضير كاظم