الحد من انتشار الوباء مسؤولية الجميع ( رؤى المرجعية13)

2020/06/06

إن المرجعية العليا وهي تنظر بعين الأبوة الروحية للأمة الإسلامية تنظر بعين رعاية خاصة إلى الشعب العراقي وذلك لسببين مهمة الاول  ماعاناه هذا الشعب من ظلم الحكومات المتعاقبة  والتي عاشت المرجعية حقبها المختلفة بمواساة الشعب وملامسة كل الظروف التي مر بها الشعب في معاناته والثاني ما تعلمه المرجعية العليا من إيمان الشعب العراقي بعقيدته و وطنه وما يحمله من مبادئ وقيم مما يجعله مؤهلا ليكون عاصمة الظهور المقدس للامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه...

ولأن المرجعية العليا تعيش هذه الأيام الصعبة من حياة المجتمع العراقي وهو يعاني من ازدياد أعداد الإصابة بفايروس كورونا (و المعروف بمرض كوفيد-١٩) تناشد المواطنين مرة أخرى بأخذ الحيطة والحذر ولان حماية النفس ضرورة ملحة ولأن تعمد نقل المرض اعتبرته المرجعية يوجب القصاص في حالة العلم وفي حالة عدم العلم بالمرض ونقله يوجب الدية و الكفارة ومن اجل الحدّ من انتشار هذا الوباء وتقليل عدد الإصابات به، ومع ما يعانيه البلد من ظروف استثنائية في ضعف الإمكانات المتوفرة والمتاحة لرعاية المصابين فإن المرجعية العليا و بعد كل ما نوهت له من اجراءات مثل ايقاف صلاة الجمعة والجماعة وتوجيه لناس الى الالتزام باوامر اللجان المختصة و المختصين حتى اعتبرت صباح اليوم الحيلولة دون انتشار الوباء باوسع مما هو عليه هو مسؤولية الجميع مواطنين ومسؤولين..

واثنت المرجعية مرة أخرى على جهود الكوادر الصحية لما تبذله من جهود استثنائية من تعريض حياتهم للخطر من أجل إنقاذ المجتمع.و لا شك ان التاكيد المستمر على بيان شكر الاطباء لهو تاكيد على اهمية دورهم في القضاء على الوباء و فائدة المجتمع، وفيما يلي نص البيان الصادر عن المرجعية العليا..

دعوة مكتب سماحته (دام ظلّه) الى رعاية الإجراءات الوقائية بعد تزايد عدد الإصابات بوباء كورونا في العراق

بسم الله الرحمن الرحيم

   أيها العراقيون الكرام

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

   في هذه الأيام الصعبة حيث تزداد أعداد المصابين بوباء (كورونا) في مختلف المناطق بصورة غير مسبوقة ـ ولا سيما في العاصمة العزيزة بغداد ـ نتوجّه اليكم مرة أخرى لنناشدكم وندعوكم الى مزيد من الحيطة والحذر، ونؤكد عليكم بضرورة الاهتمام بتطبيق الإجراءات الوقائية التي توصي بها الجهات المعنية كتجنب التلامس مع الآخرين والاحتفاظ بمسافة معينة منهم واستخدام الكمامات والتقيد بغسل اليدين بالمواد المنظفة او تعقيمهما ونحو ذلك.

   إن الالتزام الصارم بهذه الإجراءات ونحوها يساهم بشكل فاعل ـ كما يقول أهل الاختصاص ـ في الحدّ من انتشار هذا الوباء وتقليل عدد الإصابات به، ومن هنا فإن رعايتها يتسم بأهمية كبيرة وبات أمراً ضرورياً لا يصح التساهل والتسامح بشأنه، ولا سيما مع ما يعاني منه البلد من ضعف الإمكانات المتاحة لتوفير العناية الطبية اللازمة للأعداد المتزايدة من المصابين التي تغص بهم العديد من المستشفيات وغيرها.

   إن الحيلولة دون انتشار هذا الوباء  بأوسع مما هو عليه في الوقت الحاضر مسؤولية الجميع مواطنين ومسؤولين، فلا بد من أن يكون الجميع على مستوى هذه المسؤولية الكبيرة ويتعاونوا في اجتياز هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر والتبعات. 

   ولنتذكر جميعاً أن الكوادر الطبية والتمريضية يتحملون عبئاً عظيماً في القيام بمهامهم في علاج المصابين والعناية بهم، ويواجهون هم وأسرهم معاناة شديدة لا يعلم مداها الا القليل، بل إنهم يخاطرون بحياتهم في هذا السبيل، وقد تصاعدت اعداد الإصابات في صفوفهم في المدة الأخيرة، فلا بد من أن يسعى الجميع في التخفيف عنهم بمزيد من الحرص على رعاية الإجراءات الوقائية من الإصابة بهذا الفايروس لئلا تتضاعف اعداد المصابين به بما يحمّلهم أعباءً إضافية ويزيد من صعوبة أدائهم لواجباتهم.

وإننا إذ نحييهم بإكبار وإجلال ونشدّ على أيديهم ونشيد بجهودهم المتواصلة وتضحياتهم الجليلة في سبيل خدمة شعبهم وأداء واجبهم الديني والوطني والإنساني ندعو الله العلي القدير أن يحفظهم ويحميهم ويمنحهم ما يوازي حجم عطائهم الكبير من أجر وخير وصحة وبركات، كما ندعوه تبارك وتعالى أن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل ويدفع البلاء والوباء عن الجميع، إنه سميع مجيب.

13/ شوال/1441هـ

مكتب السيد السيستاني (دام ظله) ـ النجف الأشرف

 أحمد خضير كاظم

أخترنا لك
188660 حفيد

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة