على مر التاريخ وتعاقب الازمان وتسلسل العصور كانت دورة الهواء في الطبيعة متوازنة ومحافظة على حماية مكونات الهواء بالنسب المعروفة (يتكون الهواء بصورة عامة من خليط من الغازات معضمها متكون من النتروجين 78.08% والاوكسجين 20.95% وثاني اوكسيد الكربون 0.03 % والاركون 0.04% ) مع الحفاظ عليه من التلوث . (تلوث الهواء هو التغيير الحاصل في النسب للغازات المكونة له وادخال غازات ومواد جديدة ضارة في الهواء ودقائق الغبار) حتى بدأت العصور الصناعية الحديثة حيث بدات الملوثات التي يطرحها الانسان للجو لا تستوعبها دورات الهواء في الطبيعة واصبح الخلل يزداد في التوازن الحياتي وبدات تخل بمظاهر الحياة ....
فالمصانع التي تبث سمومها الى الجو.... إضافة الى السيارات ومحركات الحرق الداخلي اصبحت تجر ويلاتها على البشرية وبدات الدراسات البيئية والصناعية تحدد مسارات هذه الصناعات وعملها للحفاظ على البيئة ...
هذا وفي بغداد اذا اضفنا الى هذه السيارات وتلوثها ... المولدات التي اصبحت من ضروريات الحياة العراقية ومن لوازم كل بيت عراقي . اصبحت هذه الارقام كارثة ...ومصيبة بانتظار العراقيين ....ونحن في هذه الاسطر المختصرة سنستعرض قسم من ملوثات هذه الماكنة الصغيرة
1. التلوث الهوائي : ان الغاز الناتج من مكائن الاحتراق الداخلي يتكون بصورة رئيسية من ثاني اوكسيد الكربون وبخار الماء ومصحوب ببعض الجزيئات العضوية التي لم تتاكسد اكسدة تامة بالاضافة الى عدد صغير من اول اوكسيد الكربون وبعض اكاسيد النتروجين. وبصورة عامة تكون الغازات الناتجة ,COx , NOX SOXحيث X هي 1و2 .
ان اكاسيد الكربون ذات ضرر مباشر على الصحة البشرية . فثاني اوكسيد الكربون زيادة نسبته في الهواء يؤدي الى تلوثه .
ان اهم اعراض زيادة ثاني اوكسيد الكربون هو ظاهرة الاحتباس الحراري في الجو وارتفاع درجة الحرارة .
وان اهم اعراض زيادة ثاني اوكسيد الكربون هي فقر الدم للانسان فهو يركب معقد مع HB في دم الانسان ويمنع الاوكسجين من الدخول الى دم الانسان اما اول اوكسيد الكربون فاكثر تسمما لانه يكون معقدا ثابتا مع HB ولا يتفكك بسهولة .ومما يزيد من خطورة اكاسيد الكربون انها عديمة اللون والطعم والرائحة ولا يمكن التحسس بها الا بعد دخولها الى جسم الانسان وانه غاز سهل الذوبان في الماء فيؤدي الى تكون الامطار الحامضية وحسب المعادلة :
H2O +CO2H2CO3
ولا يخفى ما تسببه الامطار الحامضية من تلوث وما تسببه من تلف في المباني والمنشات الحجرية والمعدنية والخ .....
وانه غاز اثقل من الهواء اي انه سيتواجد في الطبقة السفلى للهواء اي ان تجمعه في المناطق المنخفضة يعني قربه وتركزه عند الارضية اي منطقة تنفس الانسان .
ولكننا في نفس الوقت لا ننسى ما لثاني اوكسيد الكربون من اهمية ايضا في عملية البناء الضوئي للنبات واعادة توازن الاوكسجين المهم للحياة .وهو غاز لا يساعد على الاشتعال .
هذا علاوة على المشاكل للغازات الاخرى الناتجة عن هذا الاحتراق مثل اكاسيد النتروجين واكاسيد الكبريت ....
واضافة الى وجود الرصاص في البنزين المحسن المستخدم حاليا في العراق فنضيف مادة الرصاص الى كمية المواد المحروقة وان الرصاص المحترق والموجود في الجو بصيغته الايونية هو سام جدا و يسبب في بعض الحالات التسمم
بالرصاص كما ان ترسبه بصورة مستمرة في جسم البشري يؤدي الى التخلف العقلي ......
2. التلوث الصوتي :
يعتبر عدد من علماء البيئة الصوت احد الملوثات ... حيث التعرض للاصوات العالية تسبب ضعف السمع لفترة من الزمن ثم يعود الانسان بعد ذلك الى حالته السابقة... واحيانا يتاثر جهاز التوازن الموجود في الاذن الداخلية عند التعرض المستمر للضوضاء والاصوات العالية بصورة مستمرة الى الدوار والقيء اوقد يسبب احيانا الى احداث ثقب في طبلة الاذن نتيجة الضغط الخارجي الكبير الذي تولد خارج الاذن .ومن نتائج هذا التلوث يشكو كثير من الناس التقلب المزاجي في العصر الحديث نتيجة التعرض للضوضاء بصورة مستمرة ولا سيما للقاطنين في الاماكن المزدحمة ...؟!!
هذا في دول العالم لكن في العراق فالجميع متعرض الى هذه الضوضاء والاصوات العالية المستمرة لساعات طويلة خلال اليوم وداخل بيوتهم وهذا هو صوت وضوضاء المولدات .
3. التلوث بالزيوت:
اذا اضفنا قسم اخر من التلوث بسبب الزيوت المسكوبة حيث ان الزيوت تشكل طبقة عازلة تمنع الماء من التغلغل بالتربة فيتسبب بتركيد المياه في الشوارع وعلى الأرض... . وخاصة المياه المستخدمة في تبريد بعض المولدات الضخمة .... وكما تسبب هذه الدهون ايضا من انسدادات في قنوات مجاري مياه الصرف المنزلي . .
4. لا يخفى ايضا على احد ما يسببه نقل البنزين و الكاز وتفريغه من تلوث بسبب انسكابه على الملابس والايادي والارض . ... ومن احتماليات لحدوث الحرائق بسبب تواجد البنزين وتخزينه داخل البيوت .
هذا علاوة على عدد من الملوثات التي لم نتطرق لها ....اما لأختصار الموضوع او لقصر اطلاعاتنا وبحوثنا عن هذا المجال .
توصيات
ان ما نقترحه هو موضوع نظري ولكنه يجب ان يقال وسبب كونه نظري صعوبة الظرف الذي يمر به العراق والعراقيين يجعله يتجاوز هذه المقترحات اما لانها تتعب كاهله ماديا ( اضافة الى مصاريف المولدات والبنزين ). او بسبب انشغاله بامور اعظم واخرى انه يحمل نفسه وروحه على كف عفريت بسبب كثرة الانفجارات والمفخخات فيكون جوابه (عمي يا تلوث احنا ما ندري بيا ساعة نموت ) الا اننا نعرضها متمنين ان يلحظها بعض المختصين في مجال البيئة ومنظمات حقوق الانسان والاجتماعية ليساعد المواطنين في مكافحة خطر المولدات القاتل .
توصيات لكل مولدة
1. توفير فلاتر لتنقية دخان المولدات ومرشحات للرصاص .
2. توفير كواتم للصوت واستخدام مواد عازلة للهواء .
3. توفير وسائل لجمع الزيوت المحروقة للمولدات .
وصية عامة
يبقى الحل الرسمي والافضل والامثل والنهائي لهذا التلوث هو في توفير الكهرباء الوطنية .
او القيام بانشاء مولدة ضخمة لكل منطقة بحيث نستطيع توفير وسائل لمكافحة وتقليل تلوث هذه المولدة لتعذر التحكم في السيطرة على ملوثات هذا العدد الضخم من المولدات .أحمد خضير كاظم