فإن خفتم الا تعدلوا(١)

2020/05/16

تسعد المجتمعات وتصلح ... اذا كانت اللبنة الأولى ( وهي الأسرة)  للمجتمع سعيدة وصالحة.... والبناء الطبيعي للأسرة يتكون من اب وام وابناء صالحين .... ان رابط الزوجية لهو انبل وارقى ما وصلت إليه البشرية يوما وهو صلة محبة ومودة و رحمة ... علاقة مبنية على تعاون الطرفين على البناء والتضحية ... كيف لا وهم تعاهدوا على شراكة أبدية  يتحدون بها مصاعب الحياة ومشاكلها ....   وهذا كان دأب البشرية منذ اليوم الأول الذي خلق الله فيه النفس البشرية وخلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا ونساء ... وجعل من هذا الزواج المبارك شعوبا وقبائل وامم..... وما هذه الا فطرة فطرت البشرية عليها .... ميزتها عن باقي المخلوقات الحيوانية .... فالإنسان على خلاف الحيوان يتميز بالتركيب الأسري الإجتماعي المنظم بقانون....وكان الرجل منذ اليوم الأول هو العماد الذي يستند اليه ... والركن الذي يلجأ إليه ....في نجاح الأسرة وإنشاء جو عائلي سليم تتربى فيه الأجيال جيلا بعد جيل.... على النقيض تماما كما يصوره البعض من ان الرجل ماكنة شهوية بهيمية حيوانية .... تركض  لإشباع رغبتها وغريزتها عبر تعدد الزوجات والخليلات....   ولأن النظرة الاجتماعية  و الإسلامية ترى نجاح المجتمع من نجاح الأسرة فقد ركز الإسلام جهده واهتمامه بهذا الكيان والرابطة العظيمة .... و وضع لهذه الرابطة شرط المودة والرحمة..... و اثاب الاب على حسن سيرته في عائلته .... تربعت الام فوق جنة البيت الهادئ ..... و حث الأبناء على احترام الوالدين وأداء واجباتهم.... و وعد بالعقاب على عقوقهم...بعد أن انذر الاباء بان عقوق الأبناء سابق لعقوق الاباء.... الآيات القرآنية و أحاديث السنة النبوية لصاحبها آلاف التحية والصلوات ومن سيرة ال البيت عليهم السلام....نرى أن الإسلام يصور الأسرة متكونة من اب وام وابناء كحالة اعتيادية نظامية .... فان حدث لسبب او لاخر من الأسباب التي سنتطرق إليها مستقبلا ان تزوج رجل بثانية .... فقد حددها الإسلام ونظم هذه الحالة الدخيلة او غير الطبيعية ... بشرط العدالة .... فقال فان خفتم الا تعدلوا فواحدة والخوف هنا من عدة نواحي نجملها: 

الخوف من الله .... فالمؤمن الذي يرى الله قبل كل عمل متاسيا بأمير  المؤمنين عليه السلام الذي قال : ما رأيت شيئا إلا و رأيت الله قبله ومعه وبعده.... قبل أن يقبل على الزواج الثاني يتوقف ليفكر طويلا .... هل هو مقبل لعمل ممكن ان يعصي الله فيه؟؟ ....   هل سيحقق العدالة؟ ... ماهي حقوق الزوجة الأولى او الثانية؟ وهل هو مستعد لتأدية تلك الحقوق بصورة تامة للاثنين ؟؟؟ ....

هناك خوف من نوع أخر ... خوف من خراب البيت الاول!... و خوف من انهدام الأسرة الأولى!... خوف من قطع صلة الرحمة والمودة التي بناها اول حياته!... 

هناك خوف من ظلم أحد الزوجات ... من تقصير ... او بسبب مشكلة .... او جراء غيرة او كيد....

هناك خوف تجاه ابناءه .... هل سيحقق العدالة بين ابناءه جميعا ؟ .... هل سيقصر عنهم بسبب انشغاله في مسؤولياته الجديدة ؟ 

وهناك خوف دخول النار بسبب عدم العدالة ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه واله(  من كانت له أمراتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله جاء يوم القيامة مغلولا مائلا شقه يدخل النار)  

هذا جزء يسير انقله لكم من تساؤلات المؤمن عندما يطرح موضوع تعدد الزوجات!!؟؟ .... فمن أين جاءت فكرة ملئت العقول وارعبت النساء من ان الاسلام يدعوا الى تعدد الزوجات؟؟!!....        

احمد خضير كاظم


أخترنا لك
فإن خفتم الا تعدلوا(١)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة