خلق الله الطبيعة وسن فيها سننه ظاهرة وباطنة ... ومن اهم تلك السنن للطبيعة التي جعلها الله سبحانه وتعالى حاكمة على عالم الطبيعة هي سنة الاسباب و المسببات او العلة و المعلول و لاغنى في هذه الدنيا عن السبب لكل حادثة و واقعة حتى عد ما يخالف هذه السنة معجزة الهية خارقة لهذه العادة التي نشأ الكون بموجبها و صار عليها ....لذا كانت المعاجز الالهية هي ما يخرق قاعدة الطبيعة و يكون حدوثها بدون سبب كخروج الناقة من الجبل او قلب العصا الى ثعبان او ولادة من دون أب او احياء موتى و الخ ...... وحتى الانبياء عليهم الصلاة و السلام الذين جاؤا بتلك المعاجز لم يستثنوا في سائر اوقاتهم عن سنة الطبيعة في السبب و المسببات ... و ذلك ان المعجزة كانت لغرض اثبات دعوى النبوة دون ان تخرج النبي عن مقتضى قوانين الطبيعة و السنن الكونية ... فلذا نرى ان نبي الله موسى عليه الصلاة و السلام الذي جاء بالمعجزات امام فرعون ليثبت دعواه في النبوة لاخراج بني اسرائيل من مصر الى الارض الموعودة لم يدخل الارض المقدسة لانها كانت تحتاج الى السبب وهو القتال الذي تخلفت عنه بني اسرائيل ...و هكذا .... و هكذا مضت سيرة الانبياء عليهم الصلاة و السلام في هذه الحياة وهم يسيرون في الاسواق و يأكلون الطعام و يعملون بسنة الله في الطبيعة في ايجاد الاسباب و مسبباتها .... وهكذا مضت سيرة ال البيت عليهم الصلاة و السلام .. فقد ورد انه جاء عليا عليه السلام أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين إني مأخوذ بثلاث علل: علة النفس وعلة الفقر وعلة الجهل، فأجاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: يا أخا العرب علة النفس تعرض على الطبيب، وعلة الجهل تعرض على العالم، وعلة الفقر تعرض على الكريم، فقال الاعرابي: يا أمير المؤمنين أنت الكريم وأنت العالم وأنت الطبيب، فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بأن يعطى له من بيت المال ثلاثة آلاف درهم، وقال: تنفق ألفا بعلة النفس وألفا بعلة الجهل وألفا بعلة الفقر... وهكذا ارجع امير المؤمنين عليه السلام كل علة للخبير بعلاجاتها لايجاد الحل الصحيح ...
و وفق هذا المنهج الديني البعيد عن الخرافات و الاساطير تعتمد المرجعية في استقراء مواقفها الدنيوية فهي كما اشرنا في رؤى المرجعية 9 ان المرجعية تحترم الاختصاصات ...
فعندما ينتشر خطر مرض معين دق ناقوس الخطر كوباء محتمل على البشرية فان العمل باخذ بتوجيهات الاطباء ذوي الاختصاص دفعا للضرر المحتمل تعمل المرجعية جاهدة على ايصال رسالة بليغة اخرى للمجتمع العراقي و هي الابتعاد عن التهور او الانجرار خلف الخرافات و الاساطير في التعامل مع المواقف الطارئة و الخطيرة ...فلذا كان ايقاف صلاة الجمعة التزاما براي ذوي الاختصاص بعدم التجمع لاي سبب من أجل الحد من انتشار المرض الخطير المنتشر حاليا ( و الذي يسببه فايروس كوفيد19 ) و المعروف بكورونا فيه رسالة مهمة لمبدا مهم في حياة الفرد المسلم الا وهو لا ضرر و لا ضرار .... و بالفعل خرج معتمد المرجعية في كلمة متلفزة يوم الجمعة دون الحاجة للتجمع و نشر المرض او انتقاله من شخص لاخر و نشره مما يمكن ان يسبب بكارثة كبيرة ...و للكلام تتمة ...
أحمد خضير كاظم