التساهل والتسامح الديني

2023/04/02


                                     اليسر في الدين

بسم الله الرحمن الرحيم

يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر

البقرة 185

قال رسول الله " صلى الله عليه واله وسلم " (يسروا ولا تعسروا , بشروا ولا تنفروا)

وكان يقول دائما (لا تشددوا على انفسكم فيشدد الله عليكم كما فعل ببني اسرائيل )

ان المفهوم الديني من ان الله يريد الله اليسر للعباد  ولايريد بهم العسر , هو التساهل في بعض الطقوس الدينية من ادائها بالوجه المطلوب لعدم القدرة او وجود موانع من ادائها بالصورة الالهية المرسومة لها . ومثل

1. في السفر -ان صلاة الظهرين والعشاء في السفر مرخص بادائها قصرا . 

                - الصائم يفطر .

وجدت هذه الرخصة في الدين لوجود بعض المشاق والتعب في السفر .

2. في حالات البرد الشديد وفي الحالات التي لا يتواجد بها الماء او كان استخدام الماء يستوجب هلاك نفس محترمة فان الدين يشرع التيمم بدلا من الوضوء .

3. ان غير القادر على القيام في الصلاة من مرض ونحوه فان الدين يسهل له الامور بالصلاة قاعدا (جالسا ) عن تركها.

4. في حالات قضاء الصلاة اليومية الفائتة وبعض حالات الاستعجال ( بل انه في كل الاوقات يسمح الدين بترك الاجزاء المستحبة والاكتفاء بالواجبة )  . فان المصلي له ان يترك مستحبات الصلاة ويقتصر على واجباتها( اورد مكتب السيد السيستاني في قم طريقة صلاة مقتصرة على الواجبات يجوز الاكتفاء بها في حالات القضاء. و تم بثها على موقع المكتب على الانترنت ).

وغيرها كثير.

وقد ورد عن بعض العلماء ان القليل من العبادة الذي يدام عليه خير من العبادة الكثيرة التي لا يدام عليها.

التي تتعب الشخص وتجره الى الكسل والضجر من اشكال العبادة اذ في بعض الحالات يقوم بعض المتشددين من تصعيب بعض الامور فتؤدي الى هرب غير المهتدين من الدين كهروبهم من الاسد.

ولا يطلب الدين التشديد كما فعل بني اسرائيل فكان السبب في دخول الشيطان اليهم وكان السبب في اغوائهم في النهاية. وعلى سبيل المثال قد اورد القران قصة بني اسرائيل مع البقرة اذ قال عز من قال

بسم الله الرحمن الرحيم

واذ قال موسى لقومه ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلو ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون  قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون  واذ قتلتم نفسا فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم اياته لعلكم تعقلون ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لمايتفجر منه الانهار وان منها لما  يشقق فيخرج منه الماء  وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون

الايات 67- 74 سورة البقرة

عن مقاتل بن مقاتل عن ابي الحسن عليه السلام ان الله تعالى امر بني اسرائيل ان يذبحوا بقرة وكان يجزيهم ما ذبحوا وما تيسر من البقر فعنتوا وشددوا فشدد عليهم.

وعن محمد بن عبيدة عن الرضا عليه السلام ان بني اسرائيل شددوا فشدد الله عليهم قال لهم موسى عليه السلام اذبحوا بقرة قالوا ما لونها فلم يزالوا شددوا حتى ذبحوا بقرة بملء جلدها ذهبا

والروايتين من البحار الانوار الجزء 13 الصفحة 266 ويورد المجلسي في نفس الباب من هذه الصفحات عدة روايات تفصيلية لقضية البقرة تجاوزناها للاختصار.

فمن ارادها فليراجعها من المصدر

 

 

وفي الحديث جاء رجل الى امير المؤمنين عليه السلام فقال اخبرني عن القدر. قال عليه السلام: بحر عميق فلا تلجه. قال: اخبرني عن القدر. . قال عليه السلام طريق مظلم فلا تسلكه. قال: اخبرني عن القدر. قال عليه السلام سر الله فلا تكلفه. قال يا امير المؤمنين اخبرني عن القدر. قال اما اذا ابيت قفاني سألك أكانت رحمة الله للعباد قبل اعمال العباد أم كانت اعمال العباد قبل رحمة الله ؟ فقال الرجل بل كانت رحمة الله قبل اعمال العباد فقال عليه السلام قوموا فسلموا على اخيكم فقد اسلم وقد كان كافرا  فانطلق الرجل غير بعيد ثم انصرف اليه , فقال : :يا امير المؤمنين أبالمشية الاولى نقوم ونقعد ونقبض ونبسط ؟ فقال عليه السلام وانك لبعد في المشية, أما اني سألك عن ثلاث لا يجعل الله لك في شيء منها مخرجا: أخبرني أخلق الله العباد كما شاء أو كما شاؤا ؟ فقال كما شاء. قال:فخلق الله العباد لما شاء او لما شاؤا ؟ فقال لما شاء. فقال عليه السلام: يأتونه يوم القيامة كما شاء أو كما شاؤا ؟ فقال يأتونه كما شاء. فقال:فقم فليس لك من المشية شيء.

د. احمد خضير كاظم

 

أخترنا لك
سر الفيل والحمار في الانتخابات الامريكية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة