المؤلفة قلوبهم . هبات وعطايات الحكومة العراقية

2020/01/01

منير حجازي .. كتبت هذه المقالة بتأريخ 7-2-2019
 اعطى النبي لبعض الشخصيات والعشائر اموال اضافية يتألف بها قلوبهم فقال تعالى : (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ). ومع ان هذا تشريعا إلهيا إلا أن الكثير من الصحابة ازعجهم هذا الأمر واعتبروا ذلك ضعفا او نوع من المداهنة ولكن حقيقة الأمر هو ان المؤلفة قلوبهم من الذين لم يصح إيمانهم مثل ابو سفيان ومالك بن عوف وغيرهم يعطيهم النبي حتى لو كانوا أغنياء ، فقد كانوا يُشكلون خطرا على الاسلام من الداخل. ومن اجل ابعاد خطرهم مؤقتا خصص الله ورسوله لهم من أموال الصدقات شيئا يسيرا لكي يسكتوا وبذلك يكفوا عن المسلمين شرهم فيتفرغ المسلمون لقتال اعدائهم فإذا أعطاهم النبي من الصدقات قالوا : هذا دين صالح ! وإن كان غير ذلك, تحركوا ضده من الداخل وهم المرجفون ومما يُنقل أن صفوان بن أمية كان من المؤلفة قلوبهم فكان يقول : لقد أعطاني رسول الله (ص)وإنه لأبغض الناس إليّ, فما زال يعطيني حتى اصبح لأحبُّ الناس إليّ .

ولكن بعد أن قوى الاسلام ووقف على رجليه توجه إلى هؤلاء فقطع دابرهم فمنهم من آمن وانضوى تحت لواء الاسلام وصح اسلامه ومنهم من بقى على نفاقه ولكنه سكت خوفا من قوة الاسلام الصاعد.

واليوم نتمنى أن تكون هبات حكومتنا المالية للأكراد واهل المنطقة الغربية والأردن وحتى بقايا البعث المقبور إما عن استحقاق او عن مداهنة لتأليف قلوبهم حتى يقوى العراق ويتفرغ لحسم مسألة تنمرهم وتمردهم.

أما إذا كانت هذه العطايا والهبات من باب الضعف ومن اجل استلام السلطة والجلوس على الكرسي فهذه رشوة مُذلّة ونوع من انواع الخنوع تقوم به الحكومة مع انها المنتصرة ولها اذرع عسكرية وحشدية جماهيرية ومرجعية شجاعة فلا تُحسن استغلال ذلك في قطع يد المفسدين وانقاذ الشعب وامواله من الايدي الناهبة.
أخترنا لك
كورونا ، من هو المجرم؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف