ملحمة التكافل نتاج ثقافة روحية

2020/06/04


عبد الناصر السهلاني
كما هي ملحمة الدفاع الكفائي، كانت نتاج الثقافة الروحية، بكل اشكالها سواء الجهادي في سوح الوغى ام اللوجستي بالاموال والنفقات، ام بايواء العوائل النازحة في بنايات المواكب والحسينيات، وحتى البيوت، فها هي ذات الثقافة تنتج لنا ملحمة اخرى ملحمة التكافل الاجتماعي في ظروف الوباء والمرض ومحنة الفقراء.

لا نقول بان الثقافة المادية خالية من اي حس انساني بالمطلق، ولكن شتان بين نتاجها ونتاج الثقافة الروحية في الاوقات العصيبة وايام المحن والابتلاءات.

فما ان ينطق المُوجّه الروحي ويُذَكّر بخلق اسلامي ليُشخّص وجوبه في زمن محنة او يوصي بالقيام به حتى نرى الطاعة حاضرة، وباسرع ما يكون، لتلبية النداء من المجتمع الذي يقدس انتماءه الروحي، ويؤمن بالاثر الاخروي للعمل الذي يقربه الى الله تعالى .

 

هذا التنظيم بين المجتمع والقائد الروحي والدافع الاخروي والنظرة التي تخترق اسوار الدنيا، نحو الآخرة، قد يكون هو الفارق الاساس الذي يميز الثقافة الروحية عن الثقافة المادية، لذا نرى الفارق شاسعاً بين المخرجات المجتمعية للثقافتين، فبذل الانفس والاموال، والجهد، باندفاع وحماس في اوقات المحن هو ظاهرة عند اصحاب الثقافة الروحية لا حالات فردية، بخلاف اصحاب الثقافة المادية فانها ان وجدت تكون حالات فردية لاتصل الى الظاهرة، وعادة مايكون صاحبها غريبا في الوسط.

حفظ الله تعالى المرجع العظيم، والباذلين الكرام، والمتطوعين الغيارى.

ونسأله تعالى ان يغمرنا جميعاً بوافر رحمته ورأفته ولطفه انه سميع مجيب.

 

والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على محمد وآله ابدا.
أخترنا لك
لجنةُ الإرشاد والدّعم التابعة للعتبة العباسية المقدسة تصل إلى أحد قواطع عمليّات ديالى

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف