لصبرك العافية

2020/03/23

د. احمد العلياوي
مَرَّت عليكَ الحادثاتُ ، وأنتَ وحدكَ في حُجرتكَ التي لم تتغير منذ خمسين عاما.
تجلسُ بعيداً عن الترف ، وليس لكَ غير قبلتكَ التي أنتَ عليها.
تنأى بنفسكَ عن ضجيجِ المدنِ ، وخوضِ أحاديثها ، حتى تغيَّرت المحالُّ ، والأسماءُ ، والمداخلُ ، والمخارجُ ، وليس لكَ من طمعٍ حتى في نافذةٍ تُطِلُّ بكَ على صُبحٍ قادمٍ ، أو مساءٍ راحل.
ولم يكن لكَ من الشمسِ أو القمرِ نصيب ، والناسُ في الأرضِ كلها يتقاسمون الضياءَ والنور.
ومن عناءٍ لآخر ، ومن غُربةٍ لأخرى ، تدورُ عليكَ الدنيا دورتها ، ولكنكَ لم تَشكُ للناسِ جرحاً أنتَ صاحبه ، ولم تخبر أحداً بما بين البابِ والجدار ، وعلى عبائتكَ القديمةِ ، تنظرُ السنين ، وهي تختبئُ بين نسيجِ الخيوطِ ، حكاياتٍ لم يعرفها أحدٌ بعد ، فصبرتَ من بيننا أباً ، ونحنُ صغارُكَ ، الراقدون تحتَ ظِلِّكَ المديد.
وتعودُ مرَّةً أخرى ..
ونحنُ نُدرِكُ لمحاً من عنائكَ وأنت تقيمُ وحيدا ..
حيث حَلَّ الوباءُ فينا ..
تعودُ إلينا لتخبرنا ، بأنَّ السيِّد ، هو من يسودُ القومَ برأيِهِ وكرمِهِ وعطفه.
تجودُ بكلماتكَ ، فيجودُ الناسُ بأرواحهم ، وأموالهم ، ومع كلِّ خيرٍ يصلُ البيوت ، هناكَ كلماتٌ منكَ تحمله ، ومع كلِّ نسمةِ بِرٍّ تمُرُّ على المستضعفين ، هناكَ صوتٌ لكَ يفوحُ به.
فما وهنت البلادُ التي أنتَ فيها ، ولن يمَسَّها الضُرُّ ، وأنتَ تدعو لها، وإنْ لم يصلك أهلُ المنازل ، فقد وصلتَ المنازل ، وكنتَ أمانَ الوجِلين ، من السُقمِ والفقر ، وكأنكَ رأيتَ الرحمةَ سبيلاً للنجاةِ من الوباء ، فأمرتَ بها ، وحثثتَ عليها ، وشرَعتَ لها ، فهَبَّ المؤمنون ، الطيبون ، الناصحون ، المخلصون ، الواهبون ، لندائكَ الحُسيني ، يحملونه ماءً ونماء ، ولطفاً ودعاء.
فيا سيِّدَ الفُراتين ، ولأهلِ الفُراتينِ اعتقادٌ وثيق ، بأنَّ السيِّدَ إذا نظَرَ أصاب ، وإذا دعا أُجيب ، وإذا أقسمَ على السماءِ نال المراد.
ادعُ لنا وللعراق ..
ولصبركَ أيها الحسيني السيستاني السلامة العافية.
أخترنا لك
مؤسسة الإمام المهدي المنتظر (عج) للرعاية الاجتماعية توفر احتياجات الاسر المتعففة والايتام من ملابس وتجهيزات شتوية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف