إلى الجلّادينَ

2020/03/23

إلى مَنْ يبالغونَ في ذمِّ كلِّ ظاهرةٍ سلبيّةٍ في هذا البلد، ويجعلونَها لانظيرَ لها في العالَم، فيجلدوَن أنفسهَم وأبناءَ قومِهم بكلِّ كلماتِ التبرّمِ، والذمِّ، والاستهزاءِ، سؤالي لكم:
بِمَ تشعرونَ الآن، وأنتم ترونَ هذه المبادراتِ الرائعةَ في بلدٍ يعيش الفوضى السياسيّة، وتحدياتِ الاحتلالِ والإرهاب؟
شاهدَ العالَمُ أجمعهُ كيف
سقطتْ شعاراتُ المدنيّةِ، والإنسانيّةِ، والتحضرِ، في الدولِ الكبرى، التّي كنتم ترونَها الأنموذَج الأرقى في توفير ِالحياةِ الكريمةِ لشعوبِها في أزمةٍ صحيّة عابرة.
: إهمالٌ صحيٌّ، قانونُ الحروبِ في العلاج، صراعٌ على الغذاِء، ومناديلِ الحمّام، نداءاتٌ يائسةٌ من السكّان.
هذا بعضُ ما نقلتُهُ لنا وسائلُ الإعلام من هناك .

أما المشهدُ في العراق فكانَ له وجهٌ آخرُ:
دعواتٌ من المرجعيةِ في النجفِ الأشرفِ إلى الميسورينَ، وأصحابِ المواكبِ الحسينيّة لتقديمِ الدعمِ المادي، تلبيةٌ النداءِ سريعًا وانطلاقُ حملاتِ إغاثةٍ كبيرة، مشاركةٌ واسعةٌ من العتباتِ المقدّسة ِفي التعقيمِ، وتوزيعِ المساعدات، وتوفيرِ أماكن للحجرِ الصحي، مبادراتٌ مماثلةٌ من تشكيلاتِ الحشدِ الشعبي.
انقدْ، ولا تجلدْ
نسألُ اللّهَ تعالى أن يزيلَ البلاءَ والوباء.

للكاتب : فضاء ذياب

أخترنا لك
توزيع الوجبة الرابعة من السلات الغذائية على العوائل المتضررة من جراء فيروس كورونا في منطقة الشرطة / البصرة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف