️مشاركات الفائزين في المسابقة الغديرية 
 مشاركة الفائز الأول في باب القصة القصيرة
 رضا محمد حسين / البصرة

(عين النجاة بغدير الهداة )

   وسط تلك الصحراء الملتهبة، عند اقتراب وقت الظهيرة، يسير وقد تشققت شفتاه من العطش، الغبار قد اعتلى هامته يخط بقدميه والغبار من خلفه، يهمس بكلمات غير مفهومة، عمامته قد نزلت على عينيه....

-حقا أنا لا ادعوها بالمفازة -تقع عيناه على تلة في الجهة الشمالية - نسيم بارد يأتي من جهتها...
-علي المحاولة وإلا قضي علي من العطش...
يعتلي التلة ليرفع عمامته ويفتح عينيه بوسعهما:
-مالذي أراه؟!!

وسط أرض فيها عشب مبعثر قد اخترقتها عين ماء، وأمتعة سفر متجمعة، يعتليها رجل ذو هيبة عظيمة، وبجنبه شاب أقصر منه له الهيبة ذاتها، وقد رفع يده وهو يمسك بها بقوة: لتتعالى أصوات المجتمعين أمامهم بهتافات متنوعة...

نسيت ما أنا فيه وسط حيرة من أمري، وذهب العطش وأردت التوجه نحوهم لولا صوت من خلفي قد أرعبني...
فارس اعتلى جوادًا أبيض، بيده لواء أخضر له، هيبة تشبه هيبة الرجلين،  قد انتظم خلفه الألوف من البشر فوقهم غيوم بيض، الأرض التي تطؤها حوافر جواد الفارس تصبح خضراء وتنبت...

ذهلت لما أرى وسط هذه الصحراء، حقا إنها صحراء العجائب...
توجه الفارس وأصحابه نحو الرجلين وسط أجواء من الفرح، وهتافات عالية ورايات بألوان متعددة، يجلس الشاب ويقف عن يمينه الرجل ذو الهيبة العظيمة، وعن يساره صاحب اللواء، يمسك الشاب بكأس ويغرف من تلك العين التي يترقرق فيها الماء على مهل ويقدمها للحاضرين...

تحركت شفتاي وأدركت عطشي، لأسرع نحوهم لعلي أحظى وأرتوي بكأس من يده...

???? آخيتك ????

#نكران_الغدير_مأساة_الطف


#المشروع_الثقافي_لشباب_العراق