مشاركات الفائزين في المسابقة الغديرية

2020/08/17

️مشاركات الفائزين في المسابقة الغديرية 
مشاركة الفائز في باب المقالات
 مصطفى فجر عبيد / واسط

( الغدير والاخوة، حقيقة الإخوة والإخاة بين النسب والمعتقد والوطن)
                                           
بسم الله الرحمن الرحيم
                   
الحمد لله الذي جعلنا متمسكين بولاية أمير المؤمنين والائمة المعصومين. 

-الغدير والإخوة.                                                    
تعد المؤاخاة من مبادئ الاسلام الاساسية الذي دعى اليها رسول الله (ص) فبعد الهجره من مكة الى المدينة المنوره دعا رسول الله (ص) فبعد الهجره حث على المواخاة وبين فضلها في الكثير من الاحاديث ومن رحمة الله تعالى على المؤمنين أن وسع لهم افاق عبادته وطرائق قربه؛ فعن النبي محمد (ص) انه قال ((النظر الى الأخ توده في الله عز وجل عبادة)) 

وذكر الله في محكم كتابة الكريم (إنما المؤمنون أخوة)) (الحجرات:١٥). 
يعتبر عيد الغدير عيد الله الاكبر يوم أكمال الدين واتمام النعمه حيث قال تعالى ((اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضين لكم الاسلام ديننا..)) (المائدة ٣) 

وأصبح العنوان الرئيسي لهذا اليوم هو المؤاخاة وقد وردت للمؤاخاة صيغة خاصة في هذا اليوم تدل على عمق العلاقه التي يريدها الله تعالى بين اخوان الولاية وهي كما ذكرها المحقق النوري أن يضع يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه المؤمن ويقول (وآخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وملائكته وكتبه ورسله وانبياءه والائمة المعصومين عليهم السلام على اني أن كنت من أهل الجنه والشفاعه وأذن لي بأن أدخل الجنه لاإدخلها إلا وانت معي تم يقو له اخيه المؤمن: قبلت). 

ومن هنا ورد عن رسول الله (ص) ((من جدد أخاً في الاسلام بنى الله له برجاً في الجنه)) (١). 
وعن امير المؤمنين ((خير أخوانك من دلك على هدى وأكسبك تقى وحدك عن اتباع الهوى)) (٢). 
 
-حقيقة الاخوة بين النسب والمعتقد والوطن.                    
-أخوة النسب  
                                                    
 لقد أوجب الأسلام لهذه الإخوة حقوقاً وواجبات.... وتظهرأهمية الإخوة في النسب من خلال التعرف على مكانتها بالقرءان حيث أنها تدخل ضمن الارحام في قوله تعالى ((يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها رجالاً كثير ونساء واتقوا الله الذي تتساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيباً)). (النساء:١) فقرن الامر بتقواه بالأمر ببر الارحام والنهي عن قطيعها ليؤكد هذا الحق، وانه كما يلزم القيام بحق الله كذلك يجب القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر الله به. 

ومما يدلل على مكانت ومنزلة هذه الإخوه فعل نبي الله موسى (عليه السلام) حين اختار اخاه وزيراً دون غيره من الناس كما جاء في قوله تعالى:((واجعل لي وزيراً من أهلي *هارون أخي*واشركه في أمري *كي نسبحك كثيراً *ونذكرك كثيراً*إنك كنت بنا بصيراً)). (طه ٢٩_٣٥). 

ومن الواجبات الاخو في النسب :الاحسان والتلطف اليه والدعاء له قال تعلى:(قال ربي اغفر لي ولاخي وادخلنا في رحمتك)(الاعراف١٥١).  
والتغافر والتسامح والتماس العذر قال تعالى:((لقد كانت لكم في يوسف وأخوته ايات للسائلين)) (يوسف٧). 
 
-أخوة الوطن.                                               
الوطن هو المنزل الذي يضم جميع المواطنين بالرغم من اختلاف لون البشرة والعادات والتقاليد،والحب والتعاطف والوحدة من واجبات ابناء الوطن تجاه وطنهم والدفاع عن الوطن واجب مقدس. ان بناء مجتمع قوي آمن ومستقل يتعلق بإحياء الإخاة ولتماسك والتعايش السلمي بين ابنائه بعيداً عن الحقد والكراهيه ومكافحة الافكار السلبيه والنظره الايجابيه الى المستقبل. 

لذلك نحن بحاجة الى نشر روح الاسلام والإخاة فالإسلام دين المحبة والصفاء والالفة فهو يشيع مبدأ الاخوة الإسلاميه لتذويب الفوارق العرقيه والاقليميه. 

لذلك فإن الاسلام لايتعارض مع إخوة الوطن مادامت تدعو الى كل مافيه الخير والصلاح للفرد فالإسلام هو دين عالمي يتجه برسالته الى البشريه كلها، تلك الرسالة التي تأمر بلعدل وتنهي عن الظلم وتُرسي دعائم الاسلام في الارض وتدعو الى التعايش الايجابي بين البشر جميعاً في جو من الاخاء والتسامح بين الناس بصرف النظر عن اجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم. 
فالجميع ينحدرون من (نفس واحدة) كما جاء في القرآن الكريم: ((يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة). (النساء:١). 

-أخوة المعتقد.                                                      
تعد أخوة الدين أو المعتقد من أوثق الاخوات فهي خوة ثابته راسخه في الدنيا وفي الآخرة تنفع الانسان في حياته وبعد مماته. فهي أخوة مباركه لأنها أخوة في الله وللّه وكل ما كان لله يبارك الله به كما قال تعالى (فأصبحتم بنعمته اخواناً). (ال عمران :١٥) 

وقال تعالى((فأن لم تعلموا اباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)) (الاحزاب:٥) 
وقال رسولنا الكريم (ص) :(الله في حاجة العبد ماكان العبد في حاجة أخيه) 
يعني أذا كنت في حاجة أخيك المؤمن تقضيها وتساعده عليها، فإن الله تعالى يساعدك في حاجتك ويعينك عليها جزاءً وفاقاً. 
 
أن رابطة اخوة الدين بين المؤمنين أقوى حتى من رابطة أخوة النسب قد يختلف مقتضاها، فيكون أخوك من النسب كارهاً لك في الدنيا والآخره، كما ورد في قوله تعالى (( الاخلاءُ يومئذ بعضهم لبعض عدواً إلا المتقين)) (الزخرف:٦٧). 

حيث إن في رابطة النسب قد توجد علائق كثيرة تذهب بنقائها وصفائها وخلوصها منها: التحاسد يحصل بين الاخوة والغيره من بعضهم البعض والتنازع على الارث او على والمكانة عند الابويين الى غير ذلك وقد تتفاقم المشاكل بينهم حتى يصل الامر الى التهاجر والتقاطع بل الاقتتال احيانناً مماقد يؤديا الى قتل الاخ لأخيه ولاادل على ذلك من اول قتل حصل في الارض هو قتل قابيل لأخيه هابيل وكان سببه الحسد وحَدث ما شئت عن قصص مماثلة على مر التاريخ في حين نرى ان الاخوة الايمانية الصادقة تتعالى عن حظوظ النفس ولعاع الدنيا ولاتتاثر بالعوامل الدنيويه ولا بالمصالح الشخصية فنراها تزداد رسوخا وثبوتا ورباطا لذلك فان اهلها يوم القيامه في ظل الله. 

واختتم بأحاديث عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام). 
قال الامام علي(ع) :((خير الاخوان من كانت في الله مودته)) (٣) 
وقال(ع) : ((خير اخوانك من عنفك في طاعة الله سبحانه)(٤) 
وقال (ع): ((خير الاخوان انصحهم)) (٥) 
 
................................
الهوامش:                                                         
(١)-الرشهري_محمد _ميزان الحكمه /ج-١ مكتبة اهل البيت (عليهم السلام)  
(٢)-السيد البروجردي _ ج ٦ مكتبة اهل البيت (عليهم السلام) – ص ١٨٨ 
(٣)-غرر الحكم ودرر الكلم للآمدلي. ١٩٥                      
(٤)-غرر ودرر الكلم للآمدي:١٩٦.                              
(٥)-عيون الحكم والمواعظ لعلي بن محمد الليثي الواسطي ٢٣٨.  
                             

???? آخيتك ????

#نكران_الغدير_مأساة_الطف


#المشروع_الثقافي_لشباب_العراق
أخترنا لك
زيارة الأمانة العامة للمشروع الثقافي لمنسقية جنوب ميسان

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف