460
2020/03/20

الكلمة التوجيهية لسماحة السيد احمد الصافي حول وباء كورونا

السلام عليكم إخوتي وأخواتي – سائلين اللهَ تبارك وتعالى لكم دوام التوفيق والعافية بحقّ محمّدٍ وآله الطّاهرين.
وأتحدّثُ إليكم في محاور ثلاثة : المحور الأوّل : المحور الدّيني والمحور الثاني : المحور الطّبي والمحور الثالث : المحور الاجتماعي.
وإنَّ سبب الحديث في هذه المحاور الثلاثة : هو ما تشهده البلاد وكثيرٌ من دول العالم من تفشي وباء فايروس كورونا – والذي نسأل اللهَ سبحانه أن يعافينا و يدفعه عنّا .
( المحور الأوّل / الدّيني) : ويشتمل على أمور مهمّة ، منها:
:1: تعلمون أنَّ الله سبحانه بمقتضى عقيدتنا قال: ((قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)))التوبة.
بمعنى أنّ الإنسان المؤمن دائماً يكون بحالة طمأنينة ، لأنَّ العلاقة بين العبد وربّه هي علاقة العبد وسيّده ، وكما ورد في بعض الأدعية ( خيركَ إلينا نازل وشرّنا إليكَ صاعد)
ونحن نتعامل مع الله سبحانه وتعالى على أنّه محض الخير  والرحمة، و أنّ كلّ ما يصدر من الله تعالى فعلى العبد أن يكون فيه بمنتهى العبوديّة والتذلل إليه جلّ شأنه.
ولذلك على الإنسان المؤمن أن يكون في سكينة ووقار ،وبالنتيجة هذه عوالم والإنسان ينتقل من عالم إلى آخر .
:2: إنَّ الإنسانَ في المنظور الدّيني مُطالبٌ بأن يحفظَ نفسَه ، والشارع المقدّس لم يسمح لنا بأن نهلكَ أنفسنا – بل أوجبَ علينا أن نحافظ على أنفسنا.
:3: علينا أن لا نستهين بهذا الوباء ، وان نهيّأ كلَّ الإمكانات التي تحفظ أنفسنا ،فالإنسان لا قدّر اللهَ ليس معنيّاً بنفسه فقط بل بمحيطه وبأهله وأناسه.
:4: علينا أن نُطبّق الوصايا الصادرة من أهل الاختصاص – لأنّ الغرضَ منها الحفاظ على أنفسنا والآخرين – وهذا لا يتعارض مع الجانب الدّيني – والإنسان المؤمن يُسلّم بالمقادير التي تأتي من الله سبحانه.
:5: وفي نفس الوقت فإنّ  نفسَ المعايير الدّينية توجب علينا أن نحافظَ على أنفسنا، وأن نهيأ جميع الوسائل التي تجعلنا بمنأى عن هذا الوباء.
( المحور الثاني/ الطّبي) : ويشتمل على أمور مهمّة ، ومنها :
:1: تعلمون قبل أربعة أيّامٍ، وبالتحديد في يوم 21 رجب وجّه البعض سؤالاً لسماحة سيّدنا السيّد السيستاني (دام ظِلُّه) – فأجاب عليه -  وفي الشأن الطبّي يجب علينا أن نحترمَ الجهدَ الذي يبذله الكادر الاختصاصي – وإنَّ سماحة السيّد عندما ذكر في جوابه
( أنَّ علاج المرضى ورعايتهم واجب كفائي على المؤهلين وغيرهم في هذا الشأن الطبّي ) بمعنى أنَّه يجب على فئة معيّنة أن تتصدّى لهذا الأمر ، وهم كلّ المؤهلين لأداء هذه المهام من الأطبّاء والكوادر التمريضيّة.
:2: لقد أكّد سماحة السيّد المرجع على أن لابُدّ من أن تتوفّر لهؤلاءِ الإمكانات من قبل السلطات المعنيّة والتي بيدها القرار ، ولا عذر لها بالتخلّي عن هذه الوظيفة.
:3:وعقدَ سماحة السيّد مقارنةً رائعةً بين عمل الأطبّاء(حفظهم الله) وعمل المقاتلين في سوح القتال ممن يدافعون عن البلد وثغوره ضدّ العدّو الدّاعشي – فالأطبّاء يدافعون عن مخاطر كثيرة قد تحاول أن تفتك بالنّاس – ولذلك يُرجى لهم أجرَ ومنزلة الشهداء .
:4: إنَّ العالمَ في كلّ لحظة تزداد فيه عدد الإصابات بهذا الوباء ، وهي أرقام مخيفة - مع أنَّ بعض الدول متقدّمة في الجانب الصحي – ولذا يجب أن لا نستهين بهذا الأمر وعلينا أن نتقيّد بالتعليمات قدر المستطاع باحترام الاختصاص وأهله ،ونستمع منهم إلى أن تنجلي هذه الأزمة.
(المحور الثالث/ الاجتماعي): ويشتمل على أمور مهمّة أيضاً منها:
:1: ويتركّز على إبداء المساعدات في ما بيننا والتراحم وهذا من الصفات الحميدة والتواصل بالمعروف بين النّاس .
:2: لا يجوز شرعا استغلال الظروف الصعبة من قبل أصحاب النفوس الجشعة برفع الأسعار المجحفة وحبس بعض المساعدات عن النّاس.
:3: نحن في ظرف يستدعي أن نكون على أهبة الاستعداد بالتعاون في ما بيننا – وأنَّ المرجعية العُليا تُنثي على الجهد الكبير الذي يبذله الأطبّاء والكوادر الطبيّة.
:4: ينبغي توفير أجواء الراحة في الأماكن للمرضى ومراعاة الأمور النفسيّة لهم للتخلّص من الأزمة .
: نسأل اللهَ تبارك وتعالى السلامةَ للجميع.

: الجمعة – 24 - رجب الحرام – 1441 هجريّة –  20 -3 -2020 م.
:تدوين: مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف.