(ولات حين مندم) ،، ماذا تعني ؟

2020/01/30

(ولات حين مندم) ، هي  الكلمة الاخطر  بعد كلمة الجهاد على داعش منذ صدور  الفتوة من المرجع الاعلى ..

فعندما  نقول  ان كلام المرجعية دقيق  وتشخيصي ، ليس  اعتباطا ، وعندما  تصدر  المرجعية امرا بالجهاد  وتنقلب الموازين بلحظة واحدة ، فهذا غير طبيعي  ايضا ، وعندما  يقف  العلماء  ولاول مرة في تاريخ التشيع هكذا خلف المرجع العظيم فبالتأكيد له دلالات لم يتعرف عليها  اغلب الناس للاسف ، وعندما  تكون الامكانيات لديه محدودة وعند خصومه واعدائه وحساده اضعاف  ما لديه من اموال وسلطة وسلاح ، وحتى اتباع ، ومع ذلك لا تجد له تاثيرا كما  للسيد العظيم ، فهذا يحتم علينا  التفكير  مليا في شخصية هذا الرجل  وماهو الاسلوب  الذي  يجعله هكذا .

نعم الاخلاص لله حاظر  لا شك عند السيد السيستاني ، لكن هناك شيء اعتقده اعظم ، وهو الحكمة ودراسة الامور  للمستقبل  واستقرائها بشكل  صحيح ودقيق ، ووضع الحلول  قبل  وقوع المشكلة ، لكي لا تبقى المعوقات امامنا .

الحكومة وبعد ادعائها  للاصلاحات ، ومواجهتها  لمحاربة الفساد ، اثبتت فشلها  بشكل  كبير  ، والكل يعرف  ان الجهات السياسية المشتركة هي  السبب في ذلك .

 لقد كررت المرجعية الرشيدة وبينت ان الحرب  على الفساد ، كالحرب  على الارهاب ، فكما  حصل  للارهاب توغل  في  العراق  لمدة 13 سنة بدون حلول واقعية  وجدية ، فان الفساد الذي  لا   يعالج بصورة نزية ، اعتقده سيواجه من قبل  المرجعية كما  واجهة داعش في الفتوى ، وبعدها ( ولات حين مندم ) ..؟!

أي ان المرجعية التي  سكتت في تفجير  مرقد العسكريين واعلنت الجهاد على داعش  في احتلال الموصل والتي بالنسبة لنا  لا  مقارنة مع تفجير  العسكريين ، هو امر  غير  متوقع وخطير  جدا على الدواعش ، فانهم  توقعوا  عدم صدور  مثل هكذا امر  مع اعتقادهم بضعف المرجع وعدم تمكنه من اطلاق هكذا امر ،ومع هذا اثبت العكس .

 لذى فان على السياسيين  توخي  اقصى درجات الحيطة والحذر  من المرجعية في عدم تطبيق تعليمات الشعب  وتعليماتها  التي  تنقذ  العراق  من براثن الفساد ، ولقد اعطتهم  المرجعية التلميح في الجمعة الماضية على شيء  قد راهنوا  عليه اغلبهم ، وهو تهاون التظاهرات وتملل الناس وتذويب  القضية قدر  الامكان ، وبالتالية فان المرجعية سوف  تسكت بمجرد سكوت الشعب  عن المطالبة بالاصلاح .

لكن المرجعية تبين ان لها  سلاح اخر  لا  احد يعلمه ولا يمكن لاحد ردعه والتصدي  له ، لانه مؤيد بتأيد الله ، فكما كانت الفتوة سلاحا سريا لم يعلم به احد ولم يستطع احد الوقوف  به ، ايضا سيكون هناك سلاح للسياسيين وللاوضاع في  العراق لا يمكن التخلص منها  ، فاما مع الحق علانية  واما  مع الباطل  علانية ، وبعدها  (ولات حين مندم)، حيث ان الاحداث سوف  تجري اسرع من البرق  الخاطف ، ولا  يثبت على الحق الا من اتخذ  الله درعا  له وواقيا .

وفيها  رسالة للشعب  ايضا ، والى اربعة اقسام من الشعب :

الاول : والذي  هو من المتظاهرين الذين لديهم مطالبات مشروعة وواقعية  والتي  بعضها نادت بها المرجعية ايضا ، كالقضاء  الفاسد وغيره ، وجهة لهم الكلام بان الحرب  على الفساد لابد ان لا  تهدأ بعد الان ، وان هدأت سينتهي  كل  شيء  وبعدها (ولات حين مندم) .

الثاني : المتظاهرون الذين ينادون بالمدنية او المطالب التي  تضرب الدين والعلماء ، كاصحاب  والعلمانية ، او الذي  لديهم مطالب غير  واقعية وغير مدروسة ولا  واقعية ، وتهدف لاخلال الوضع العام الذي لا فائدة منه  وغيرهم ، فهذه رسالة لهم ، بان الامر  اعظم واخطر  من ذلك كله ، فان لم توضحوا  وتصححوا  مساركم فسوف  ياتي  شيء يشمل  الجميع وبعدها  (ولات حين مندم) .

الثالث :

 المتظاهرون الذين يحاولون العبث في مشروعية المظاهرات وهم الذين يتبعون الاحزاب ، فهذه رسالة لهم ، بان هذه الافعال  سوف  تفتضح وعلى رؤوس  الاشهاد ، وعندما  يحين الامر (ولات حين مندم).

الرابع :

بقيت الشعب  الذي  يجلس ولا  يحرك ساكنا في بيته او في دكانه  ، والذي  يعتمد على الغير  في هذه الامور ، هذه رسالة له ، من ان الامر  قد يكون اخطر  مما  يتصوره ، وان المشاركة وعدم المشاركة محاسب عليها  امام الله تعالى ، فجلوسك ماذا يعني  ن وخروجك ماذا يعني ؟ ، وهنا  يحتم عليهم ان يبحثوا  ويدققوا ويسألوا ، عن الواجب  الذي  ينتظرهم والتكليف الذي  عليهم ، فان البقاء  هكذا امر  خطير  وحين يحين الامر (ولات حين مندم) .

(ولات حين مندم) ، هي  الكلمة الاخطر  بعد كلمة الجهاد على داعش منذ صدور  الفتوة من المرجع الاعلى ، لذى فليكن الجميع على أهبة الاستعداد لكل  شيء  طارئ ،  وغير  متوقع ، لان الحرب ما زالت مستمرة ..
أخترنا لك
أنا  والمَنية ، مطاردة حتى الموت !

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف