مكتبات قديمة (2) خزائن الكتب الفاطمية (خزانة القصر الخلافي في القاهرة)

2020/02/25

ٱعتنى الخلفاء الفاطميون باقتناء الكتب في كل فن، وحرصهم على أنْ تجمع خزائنهم طرائف ونفائس كل علم، وذلك تشجيعًا منهم للعلم والعلماء، فقد حرص الخلفاء الفاطميون على الكتب واقتنائها وإنشاء خزانة للكتب بدولتهم، فكانت "خزانة القصر الخلافي" تحوي أعدادًا ضخمة ومتنوعة من الكتب في سائر العلوم والفنون، في الفقه واللغة والحديث والتاريخ والسير والفلك والكيمياء، كما كانت تحوي على مجموعة نادرة من المصاحف الكريمة، وكانت على درجة كبيرة من التنظيم الدقيق العلمي، بحيث يسهل على القارئ الحصول على أي كتاب من فروع المعرفة المتنوعة. 
وتعد "خزانة القصر الخلافي" هي المصدر الرئيس لسد حاجة مكتبات المساجد ودار العلم؛ ليتمكن الطلبة والمتصدرين للتدريس من الاطلاع والنَّسْخ، وكان للمكتبات دور كبير في تثقيف الدعاة وتعليمهم.وقد قسمت هذه الخزانة ووضع لها فهارس منظمة، تم لصق على باب كل خزانة ورقة مترجمة عما فيها من الكتب، وروي أنَّ "خزانة القصر الخلافي" كان فيها أربعون قسمًا: منها قسم يحوي على ثمانية عشر ألف كتاب في العلوم القديمة، وهي علوم الأوائل من منطق وفلسفة ورياضياتوفلك وكيمياء ووصف الأرض، وكان كل قسم يحوي على رفوف مقطعة بحواجز، وعلى كل حاجز باب مقفل بمفصلات وقفل. 
لقد كانت هذه الخزانة مفخرة العصر الفاطمي لما كان فيها من مؤلفات نادرة، كما كان في خزانة الكتب مخطوطات محلاة بالذهب والفضة، وبعضها مزيَّنًا بالصور والرسومات الدقيقة، وجمع الفاطميون في خزانتهم نماذج عديدة من كتابات مشاهير الخطاطين مثل (ٱبن مقلة) و(ٱبن البواب) وغيرهما. 
وأُتلفت أغلب هذه الكتب التي كانت في "القصر الخلافي" في غضون الشدة التي حلت بالبلاد سنين طويلة، ونزع من هذه الكتب ما يقرب من ألفي كتاب بخطٍّ مُحَلى بالذهب والفضة، كما أُهملت باقي الكتب، وسَفت عليه الرياح فصارت تلالاً عرفت بـ(تلال الكتب).
أخترنا لك
الوراقة والوراقون

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة