نحاول في هذه السطور أنْ نتحدث عن
هيكلية المكتبات العامة وما يتعلق بها من حيث التعريف، وبيان الأهداف،
وغير ذلك، من خلال الدكتور "أحمد نافع المدادحة"، في كتابه "أنواع
المكتبات"، وتكمن أهمية هذه الموضوعات في بناء الثقافة
الإنسانية.
*
تعريفها: ✍️
هي المكتبات التي تقدم خدماتها
للجمهور العام بمختلف فئاته، حيث إنها تمتلك مصادر معلومات تغطي كافة
فروع المعرفة البشرية، ومختلف الموضوعات.
*
أهدافها: ✍️
للمكتبة العامة أهداف متعددة ينبغي
تحقيقها، ومنها:
1- إتاحة جميع مصادر المعلومات
المتوافرة بها بالمجان لجميع من يرغبون في الاطلاع على هذه المصادر،
دون أنْ يعترضهم في تحقيق ذلك أي حواجز مادية.
2- توفير إمكانية وخدمات البحث الحر
والثقافة الذاتية لمساعدة الفرد على النمو الثقافي طبقًا لاحتياجاته
وٱهتماماته ورغباته وقدراته.
3- المعاونة في تحقيق أهداف التعليم
الرسمي المدرسي؛ وذلك لأنَّ المكتبة تعمل على تعميق أُفق الطالب وفهمه
لموضوعاته الدراسية.
4- تشجيع القراءة لدى المواطنين عن
طريق تقديم الخدمات والكتب التي ترضي مختلف الاحتياجات
والأذواق.
5- تزيد القُرَّاء بالمعلومات
اللازمة لهم في تحديث أعمالهم في وظائفهم بالمجتمع، وفي إدارة شؤونهم
العملية.
*
وظائفها: ✍️
تهتم المكتبات العامة بجميع
ٱتجاهاتها إلى تحقيق وظائف أساسية أربع:
1- الوظيفة التثقيفية: ويكون ذلك من
خلال تهيأة الخدمات التي تكفل للمستفيد ما يتكيَّف به وظروف
المجتمع.
2- الوظيفة التعليمية: ويكمن ذلك في
جانبين، الأول في دعم المكتبة المدرسية للطلبة، والآخر في تعليم
الكبار.
3- الوظيفة الإعلامية: ويكون ذلك من
خلال توفير مقومات الإحاطة بالأحداث الجارية، والقضايا التي تهم
المستفيد.
4- الوظيفة الترويحية: وهو سد وقت
الفراغ الموجود لدى الأفراد من خلال الكتب العامة، والمجلات،
والتسجيلات الصوتية والمرئية، بل النشاطات المتعددة كالندوات
والاحتفالات والمحاضرات.
*
برامج المكتبات العامة: ✍️
إنَّ المكتبة العامة لأجل تحقيق
برامجها ووظائفها لا يمكنها أنْ تقف تنتظر القراء حتى يأتون من تلقاء
أنفسهم، بل تخرج لتدعوهم إلى القراءة وتعرِّف لهم بنفسها، وهذا يسير
في ٱتجاهات ثلاثة:
- الأول: العلاقات العامة التي تقوم
بها المكتبة داخل المكتبة نفسها، من حسن معاملة للجمهور حين يأتي، ومن
أناقة ونظافة المبنى، وتلبية طلبات القراء باستمرار، أو الاعتذار بأدب
حين يصعب، أو يتعذر تلبية طلباتهم، ووضع لوحات إرشادية إلى كيفية
ٱستخدام المكتبة.
- الثاني: العلاقات العامة التي تقوم
بها المكتبة داخل البيئة أو المجتمع الذي تخدمه، حيث تدعو القراء إلى
ٱرتياد المكتبة والانتفاع بخدماتها ومواردها، ووسيلتها في ذلك
المحاضرات العامة داخل المكتبة، وبعض المطبوعات الخاصة
بها.
- الثالث: العلاقات العامة التي يقوم
بها الجمهور نفسه داخل المكتبة، كالمحاضرات التيس يلقيها الأفراد
المثقفون في المجتمع، أو المعارض التي تقام داخل المكتبة.
* عملية ٱختيار
الكتب: ✍️
هناك طرق متعددة لكي تحصل المكتبة
العامة على الكتب لتلبية حاجات المستفدين، ومنها:
1- شراء الكتب، والمواد المكتبية
الأخرى من دور النشر مباشرة.
2- الشراء من معارض الكتب التي تقام
كل عام، وتشترك فيها دور النشر الكبيرة.
3- عن طريق المؤلف نفسه، حيث يمكن
أنْ يهدي مؤلفاته إلى المكتبة.
3- الإهداءات العامة من المطالعين
والجامعات والمؤسسات وغيرهم.
*
مبنى المكتبة العامة: ✍️
إنَّ الموقع مسألة مهمة في ٱختيار
إنشاء المكتبة العامة، وينبغي أنْ يكون في موقع متوسط معروف يسهل
للناس الوصول إليه، فضلاً عن ٱتصافه بالهدوء، وأنْ تكون مساحتها
ملائمة للأعداد التي يأتونها، والخدمات التي تقدمها، ويجب أنْ تضم
المرافق الأساسية لعمل المكتبة ونشاطاتها، ومنها:
- قاعات للمطالعة يكون ٱختيارها
وتصميمها بما يتناسب مع حجم المكتبة، وحاجات المكتبة، وأعداد
المطالعين، وتوفير مستلزمات الراحة لهم.
- مخازن للكتب والمواد المكتبية
الأخرى.
- غرف للموظفين في المكتبة، وينبغي
أنْ تكون مناسبة مع متطلبات أعمالهم، وعلاقة ذلك بطبيعة العمل في
الأقسام الأخرى.
- قاعات أخرى إضافية لخدماتها
وبرامجها، لإقامة الندوات والمحاضرات والدورات التعليمية المختلفة، أو
أجهزة الاستنساخ والتصوير، والأفلام التعليمية.
- بعض المرافق الأخرى التي تقدم
الخدمات العامة.
فهذه نظرة سريعة حول ما يتعلق
بالمكتبات العامة وأهدافها وأغراضها وأبنيتها، وبصورة عامة أنَّ وجود
المكتبات العامة يؤدي خدمات علمية وتثقيفية متعددة، ويجب السعي من أجل
نشر هذه المكتبات في المجتمع، وحفظ التراث والكتب ونشرها بين
الناس.