ألف ياء الكتاب..(اللاهوت المعاصر دراسات نقدية/ العلم والدين)

2021/04/03

المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية/ العتبة العباسية المقدسة
مجموعة من المؤلفين

يمثل العلم والدين حقلاً دراسياً معترفاً به، ويحظى بدوريات خاصة كـ(زايغون) دورية الدين والعلم، وكراسة الأكاديمية كـ(كري اندرياس ادريوس) تجميعات عملية كمنتدى العلم والدين، ومؤتمرات مستمرة، مؤتمر الرابطة الاوربية، ودراسة الدين واللاهوت الذي يجري كل سنتين، معظم المفكرين في هذا الحقل هم اما علماء في اللاهوت مثل (جون هارت وسارة كوكلي) أو مهتمون بالعلم مثل نانسي مورفي.. وبعضهم علماء دين رسميون مثل الفيزيائي جون بولكينغهوم، الاختصاصي بالكيمياء الحيوية، (ارثور بيكوك) والعلم الفيزيولوجي في مجال الجزئيات (اليسترما كغراث) بداية الدراسة المنهجية للعلم والدين في الستينيات مع المفكرين من امثال (ايان بربور) مواليد 1966م وثوماس ف. وتورانس مواليد 1969م اللذين تحديا النظرة السائدة التي تفيد ان العلم والدين هما إما متعارضان أو يكملان بعضهما، وضع بربور في كتاب قضايا العلم والدين، عدة مواضيع ثابتة في هذا الحقل، من ضمنها المقارنة بين المنهجية والنظرية بالمجالين.
في عام 1966م ركزت الدراسة المبكرة للعلم والدين على القضايا المنهجية، قام بيترهاريسون عام 1998م بتحدي النموذج الغربي من خلال الاتجاه بأن المفاهيم اللاهوتية البروتستانتية عن الطبيعة البشرية ساعدت على انشاء العلم في القرن السابع عشر.
اما بيترباولر 2001 - 2009م فقد لفت الانظار في الحركة الواسعة التي شكلت من المسيحين في القرن التاسع عشر والعشرين الذي سعوا للتوفيق بين نظرية التطور والايمان الديني.
في التسعينيات قام مبنى الرصد الفلكي التابع للفاتيكان في كاستل - غاند لفو الايطالي، ومركز اللاهوت والعلوم الطبيعية في بركلي كاليفورنيا برعاية سلسلة من المؤتمرات التي تتمحور حول الفعل الالهي وشارك فيها اشخاص متخصصون بالفلسفة واللاهوت مثل: نانسي مورفي، والعلوم الطبيعية مثل فرنشيسكو ايالا.
وقد تمثل هدف هذه المؤتمرات بالتوصل الى فهم الفعل الالهي على ضوء العلوم المعاصرة، تطرق لمجال من العلم الطبيعي، وتفاعله مع الدين، تتعلق ابرز التفاعلات بين العلم والدين بنظرية التطور ونظرية الخلق، التصميم الذكي، والضغوط المحيطة بمسألة تعليم نظرية التطور أو نظرية الخلق في المدارس الامريكية الى ان الدين والعلم يتعارضان.
يمكن موائمة العقائد المسيحية مع نتاج العلم الغربي، فترة قريبة، اتجه حقل العلم والدين نحو بحث التعاليم غير المسيحية: كاليهودية والهندوسية والبوذية والاسلامية ما وفر صورة اثرى من التفاعل، قبل القرن التاسع عشر نادرا ما كان يستخدم مصطلح الدين وكان هذا المصطلح لمؤلفي القرون الوسطى كتماوس الاكويني التقوى او العبادة، فقد شاع أيضاً في القرن التاسع عشر، وقبل ذلك كان يشار الى العلم على انه فلسفة الطبيعية، او فلسفة تجريبية وحد وليام ويويل مصطلح العالم ليشير الى مزاولي الفلسفات الطبيعية المتنوعة، ولكنهم يختلفون في كيفية الفصل بين الميدانين بشكل دقيق، وعلى النحو المعبر للازمان والثقافات.
احدى وسائل التمييز بين العلم والدين، هي الادعاء الذي يفيد بأن العلم يتعلق بالعالم الطبيعي، بينما يتعلق الدين بكل العالمين الطبيعي والخارق الطبيعية، لا تشير التفسيرات العلمية الى الكيانات الخارقة للطبيعة كالآلهة او الملائكة، او القوى غير الطبيعية: كالمعجزانت والكارما والطاقة الـ(كي) ما يقوم علماء الاعصاب بتفسير افكارنا على ضوء حالات الدماغ الا بالإشارة الى الروح او النفس غير المادية، لا يعلن شيئاً عن وجود الكيانات الخارقة للطبيعة ام لا؟
توجد هذه الكائنات في الواقع الا انها تكمن خارج نطاق التحقيق العلمي، المؤلفين (كروزنبرغ) نتائج العلم على محمل الجد يؤدي الى تقديم اجوبة عن الأسئلة الملحة كإدارة الحرة او المعرفة الخلقية، قام بعض الفلاسفة الطبيعيين اسحاق نيوتين ويوهانس كيبلر وروبرت هوك وروبرت بويل، احيانا باللجوء الى العناصر الخارقة للطبيعة، في فلسفتهم الطبيعية التي نسميها الآن علما، ناديx، وهي مجموعة قام ثوماس هاكسلي في العام 1864م لممارسة الضغط من اجل اضفاء الطابع المهني على العلم، العمل المستقل عن العقائد الدينية الاغلبية الساحقة من المفكرين بمجال العلم والدين، نموذج التعارض وتعتبر انه يعتمد المذهب المادي العلمي والليبرالية انجيلية المتطرفة، وهم بالكاد يتشاتبهان يتبعان نموذج التعرض يفترضان انها اذا كان العلم محقاً فإن الدين مخطئ وبالعكس تؤمن اقلية بنموذج التعارض في الوقت الحالي، قام ستيفن جاي غولد، لتطوير نموذج استقلالي مؤثر مبدئه المسمى (نومو) اي الميادين غير متداخلة حيث ينبثق انعدام التعارض بين العلم والدين من الانعدام التداخل بين ميدان الخبرة المهنية تابع ان اختصاص العلم هو استفسارات تجريبية حول تركيبة الكون.
بينما اختصاص الدين هو القيمة الاخلاقية والمعنى الروحي مبدأ (النومو) حيث تؤثر مثلاً عقيدة الثالوث على الكيفية التي يقوم من خلالها علماء اللاهوت المسيحيون بتفسير الفصول الاولى من سفر التكوين، ويستندان الى المجاز والمثال والارتباط القيمي والشمولية والفائدة، وتنزل فان هويستين 1998م لصالح نموذج الحوار واقترح بأن العلم والدين يمكن ان يشتركا في ثنائية جميلة استنادا الى تداخلاتهما الابستمولوجية.
اما نموذج الدمج فانه اكثر شمولية في توحيده للعلم واللاهوت، يحدد بربور الاول اللاهوت الطبيعي الذي يقوم بصياغة الادلة على وجود الله، وصفاته ويستخدم نتائج العلوم الطبيعية كمبان في ادلته، يرد الافتراض بأن الكون يمتلك منشأ زمنياً في الادلة الكونية المعاصرة بينما تستخدم الحقيقة التي تفيد بأن الثوابت الكونية وقوانين الطبيعة تسمح بوجود الحياة، والشكل الثاني هو اللاهوت الطبيعي فانه يبدأ من الاطار الديني، ونموذج الدمج يميل نحو الايمان بالله سبحانه تعالى.
التاريخ الطبيعي للدين:
أشهر مثال فلسفي عن التفسير التاريخي الطبيعي للإيمان الديني ينسبها الى الجهل بالأسباب الطبيعية والخوف والتوجس، حاول البشر الاوائل اقناع الالهة أو تقديم الرشاوي لها وبالتالي نالوا الاحساس بالتحكم علماء الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس حاولوا توحيد المعتقدات الدينية المتنوعة في الثقافات بدلا من تفسير الاختلافات الثقافية في الانثروبولوجيا، التي تحتوي على اراء دينية مختلفة على انها في مرحلة مبكرة من التطور.
الاحيائية تعتقد ان الارواح تعطي الحياة للعالم هي الشكل الاول للاعتقاد الديني، وينظر (اميل دوركهايم) ان المعتقدات الدينية هي غراء اجتماعي يساعد على تماسك المجتمع، وفويد يرى ان الشعور المحيط بالعالم هو احد مناشئ الاعتقاد الديني، وقام علماء النفس المتخصصون بالتفريق بين انواع التدين ومنها التدين الظاهري والتدين الباطني، وأحد التطورات الحديثة في الدراسة العلمية للدين هي العلم المعرفي للدين حقل متعدد المجالات يضم مفكرين من علم النفس التنموي، الانثربولوجيا، الفلسفة وعلم النفس المعرفي وغيرها من الحقول، وذلك من خلال افتراضه بأن الدين ليس ظاهرة ثقافية بل هو نتيجة لعمليات انسانية ادراكية.
ويعتبر بعض المفكرين بأن الدين هو حصيلة ثانوية للعمليات الادراكية، الاعتقاد بوجود الحياة الاخرة للأرواح المنفصلة عن الأجساد امر طبيعي وتلقائي خلال القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين كان من الطبيعي ان يمتلك العلماء معتقدات دينية وقبل هذا التاريخ كان اسحاق نيوتن يتحلى بمعتقدات دينية، وغيره الكثير.

أخترنا لك
تمسرحات حسينية.. قراءة انطباعية في نصّ مسرحية (سنبلة) للكاتبة المسرحية: (زينب علاء)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة