الوقوف عند أعتاب اليقين

2021/03/22

عند ظل الصوت أنهض، وأنا أعرف خصوبة الحنين في قلب هذا الملاذ، وأعرف حشرجة الأنين، كل أبجديات الكون تسترق السمع لتعويذة أم البنين (عليها السلام)، صاغت من شرفة هذا النور منارة ينهض فيها الضوء مع كل همهمة لمهد رضيع، أقف عند أعتاب هذا اليقين، حتى في مهده كان برفع كفيه للسلام، هكذا هو أخضر وجه هذا النعيم، استمع والكون معي: (أعيذه بالواحد)، وتردد الدنيا خلفها: (من عين كل حاسد)، وتكمل الأنهار والينابيع والسموات وعنفوان كل حضور مجدل الأمان: (قائمهم والقاعد.. سلمهم والجاحد)، ويرد الندى والمدى والربيع وخضرة الزهو في فصل المطر: (صادرهم والوارد.. ولدهم والوالد). ليس غريباً حضوري عند هذا المراد، فهو انتماء لكل طيف مكين، وعند هذا الوجد يحمل الامام علي بشراه مولوداً تباركه الطفوف، لذلك كانت قبلات موطن يرفع هامة التأريخ، أذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، فكان رواء الندى والإيمان: (الله أكبر) وبهجته تملأ بيوت الشمس، وترفع الزغاريد حمداً: (لا اله إلا الله). هي فلسفة وجود صاحب الجود والراية والوفاء، قال أمير المؤنين علي (عليه السلام): "ستبارك اسمه السماء هو عباس.." وكر المهد بفرحة هذا المصير، وأعاد للعالم في يوم ذكراه تعويذة أمه أم البنين (عليها سلام الله): (أعيذه بالواحد)، ويردد الكون خلفها محتفيا بيوم ميلاده (سلام الله عليه): (عين كل حاسد).
أخترنا لك
هذا ما قاله لي ابن الصباغ المالكي في الإمام الباقر (عليه السلام)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة