مأجورة يا عمه

2021/03/20

في خضم المسير الحسيني (المشاية) تحدث الكثير من المحاورات والصدف التي تأخذ بلب الفكر وتجعل الإنسان يفكر في نوعية (المشاية) واهداف هذا المسير المبارك... سمعت إحدى الفتيات تقول لامرأة كبيرة السن قد بان عليها الإرهاق: ماما لماذا لا تركبين أي سيارة ذاهبة الى كربلاء فـ(لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها)؟ نظرت إليها ولم تحر جوابا، امرأة أثقلتها السنوات فمحكتها خبرة الحياة، وشعرت حينها ان لابد من مواساة تنقذ الموقف، وتراعي رهافة قلب هذه المسكينة، قلت لها: مأجورة يا عمة، ولا تؤاخذي هذه الفتاة فقلبها عليك، وهي ترى تعبكِ وآلامكِ وسنوات العمر لها (حوبة) يا عمة، وصدقيني الله يتقبل منكِ إن شاء عز وجل، وتبارككِ مولاتنا الزهراء سلام الله عليها لهذا الجهد، وبإمكانك إنْ شعرت بالأذى أن تركبي، وان شاء الله سوف تسجلكِ الزهراء سلام الله عليها عندها من المواسيات. فأجابتني: وما فرقك عنها - تقصد الفتاة التي طلبت منها ركوب السيارة- ثم بكت... وهي تجيبني: اسمع يا بني هذه ليست خطواتي التي اسير بها... هذه خطوات عهد ووفاء وعد، وهي خطوات اعز انسان لديّ ذبحته سيوف الحقد على هذه الطريق، وقررت ان أمشي واكمل خطواته بيدي، فهل سترى مثلي دمه في بصمات هذا الشارع، اعذرني يا بني فانا الآن اصرخ بحنجرته: يا حسين... وتسيل دموعه من محاجر عيني، فهل تتعب لو كنت مكاني؟ ما لكم تعاتبون أمّا تحمل نعش ابنها على كتفيها، وتسير زائرة لمرقد سيد الشهداء عليه السلام... هل كنت تتخلى عن المسير لو كان لك ولد قـُتل هنا؟ قلت: لا... والله لأسير على الدرب مرتين... فسيري يا عمة على بركة الله تعالى... تحوطك رعايته، وتباركك انفاس الحسين عليه السلام.
أخترنا لك
رحلة الى بيارق اليقين

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة