اطلالة على التأريخ مهرجان الامام علي (عليه السلام) في كربلاء

2021/03/20

عوالم ثقافية ترسم بعض ملامح كربلاء، وهي تطل على العالم وبقوة من خلال مهرجان الإمام علي عليه العالمي الذي أقيم بتأريخ 1/1/ 1960م، ودام تسع سنوات الى عام 1969م، حيث وضع الحزب يده على المهرجان، فامتنع الأهالي من الحضور.

 ومعنى وضع اليد أي أنه تكفل في إدارة المهرجان، فحوّله من شعبيته الى الجهة الرسمية، وصار يمثل الحكومة فيه خير طلفاح الذي حوّل وجهة المهرجان كلياً في كلمته الى معنى من معاني طائفيته المقيتة.

 كانت الوجهة الشعبية لوجوه كربلاء تلتقي بوفود المهرجان كتاباً وشعراء ومفكرين كبار،  إذ اشترك فيه الشيخ احمد الوائلي، والسيد محمد الحيدري، والشاعر السيد مصطفى جمال الدين، وحضر من بيروت جورج جرداق صاحب كتاب (الامام علي والإنسانية)، وسليمان كتاني، مسيحيان تأثرا بفكر الامام (عليه السلام)، وتلمسا أول الفتح فكرا وصولات حنين.

 ومن عمان حضر روكس بن زايد العزيزي حصلوا على جائزة الامام علي لتأليفهم كتباً فيه، وكان النقل التلفزيوني حاضراً بنقله المباشر، وعرافة الحفل أدارها المذيع العراقي قاسم نعمان السعيدي.

أي حياة تكمن في هذا النهج؟ وأي خصوبة تجمع أهل السياسة وأهل الفكر والادب؟ ليحضر رئيس وزراء الاردن وصفي التل ايام كان سفيراً للملكة الاردنية في العراق، والشيخ سعيد البدري ممثل علماء سامراء، الذي ركز في خطابه على تسمية كربلاء بمدينة ثورة العشرين، وأكد أن ثورة العشرين تمخضت في هذه المدينة المقدسة،.

 ومن المعروف أن كربلاء كانت تشارك المهرجان من خلال رفع الزينة وعلامات الترحيب بالوفود والحضور في قاعة الاحتفال، وهي قاعة كبيرة داخل الحسينية الحيدرية ، وكان في الحسينية سرداب كبير تحت القاعة، كان يصبح مطبخاً مضيافاً تقيمه كربلاء لضيوف المهرجان ولعامة الناس.

فحضر سماحة السيد محسن الحكيم (قدس سره)، والسيد ميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره)، المهرجان الأول، وكان احتفالاً يعانق المجد بحور اليقين. وحضر المهرجان أساتذة من مصر، ومن بغداد، ومن النجف، وعلماء بيت المظفر، وبيت الهاشمي، وسادة بحر العلوم.

  وحضرت وجوه اجتماعية وسياسية منهم المفكر بولص سلامة، وعبد الفتاح مقصود، ومن كربلاء ارتقى منصات المهرجان خمسة شعراء السيد حسن الشيرازي، والشاعر سلمان هادي آل طعمة، والسيد مرتضى القزويني، والسيد مرتضى الوهاب، والسيد صدر الدين الشهرستاني.

  وأرسل الشاعر الباكستاني محمد اقبال قصيدته على صوت حنجرة مؤمنة، وحضر الاديب سليمان الكتاني، ومحمد علي الحوماني، والسيد حسين الأمين، وملك المغرب وأمير الكويت، وأمير البحرين، وكان المهرجان يمثل هوية كربلاء الحيدرية الحسينية الى يوم يبعثون.

أخترنا لك
البسيكولوجيا في نهج البلاغة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة