في ضيافة فارس بني سعد

2021/03/18

صحت والفرحة تسرى في داخلي جدي يا جد انا جئتك عبر كل تلك القرون لتكون لي ذاكرة , التفت نحوي وسألني من انت ؟ قلت لا عليك بي يا جد فانا واحد من نسلك ومشتاق اليك ، وانت تسكن جوهر الذاكرة انت جدي عبد الصمد ابن ابي مالك بن مسروح من قبيلة بني سعد نظر حينها وقال ما الذي تريده ؟ قلت انا عبرت القرون اليك لانك صاحب لواء مولاي زيد بن علي نظر الي مبتسما وقال من أي القرون انت ؟ ثم استدرك ليسألني ما الذي تريده مني لتعرفه ؟ انا متيقن انكم تعرفون عن مولاي زيد أشياء كثيرة مثل ولادته بالمدينة المنورة عام 78 هـ واستشهاده عام 122 هـ عاش مع ابيه السجاد 15 سنة ثم تكفله اخوه الأكبر الباقر عليه السلام هذه الأمور اعتقد انكم تعرفونها وتعرفون أيضا انه كان عالما جليلا بليغا فصيحا يطوف على العلماء مثل واصل بن عطاء ليناقشهم في مسائل العلم وكان عابدا ناسكا يقول لم اهتك محرما مذ عرفت يمنيي من شمالي، قلت يا جدي السعدي نحن نعرف هذه الأمور وموجودة عندنا لكني جئتك لتحدثني عن ثورته وعن استشهاده وعن دورك يا جد وعن دور قادته ؟ ابتسم الجد وقال خاض عليه السلام معركة شديدة مع والي الكوفة وقواته التي زحفت اليه من الشام دارت المعركة في احياء الكوفة ثلاث ليالي هجمنا على قوات شرطة الكوفة ومعظمهم من اهل الشام وكان قائد الشرطة اسمه العباس بن سعيد استطعنا ان نخرجهم من السبخة ثم تابعناهم الى اخر جماعة بني سليم وتابعناهم الى المسناة وانا كنت صاحب اللواء جعلت خيل العباس لا تقف امام هجمات قواتنا رغم انهم عززوا القوات بفرقة من الرماة بقيادة سليمان بن كيسان حاول مولاي زيد بن علي عليه السلام ان يدفعهم الى السبخة قلت لمعظم قادته مثل نصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق عند فرار الامويين من المواجهة طلب مني مولاي زيد ان انادي بهم من القى سلاحه فهو امن وطاردنا فلولهم وفجأة ظهر جنود امويون قادمون من الحيرة واشتبكنا معهم في المواجهة فهربوا وكان عليه السلام يوصينا ان لا تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تفتحوا باب مغلقة واستمرت المواجهة جنود الامويين يتزايدون وجند الامام زيد يتناقصون الامويون هربوا من المواجهة ومكثوا خلف الكثب والجدران واخذوا يمطروننا بوابل من السهام حتى أصيب الامام بسهم في جبهته اليسرى فبلغ دماغه بعثنا الى الطبيب واسمه سفيان وطلبنا منه قلع النصل قال الطبيب ان نزعته من رأسك مت فقال سيدي زيد بن علي الموت ايسر علي مما انا فيه وحين مات حفرنا له قبرا وسط النهر من اجل إخفاء قبره خوفا من التمثيل به وشى بنا عبد سندي واخبر يوسف بن عمر فاستخرجوه وصلبه على الكناسة وبعث برأسه الى هشام بن عبد الملك ارسله الى المدينة وعلقه عند قبر رسول الله نكاية وبعدها طاف به في مصر قلت وانتم يا جد ماذا فعلتم قال كان همنا الأكبر ان نخفي ابنه يحيى وهربناه الى الري قال جدي كلمته الأخيرة وهو يودعني كان مولاي رحمه الله عالما وصدوقا ومجاهدا وداعيا بالرضا لال محمد صلى الله عليه واله وسلم فسلام الله عليه بكرة واصيلا .
أخترنا لك
مجلة رياض الزهراء . من اشراقات الابداع النسوي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة