قراءة في كتاب... (العقل والقلب في الرؤية القرآنية)

2021/03/15

صراع بين القلب والعقل، تجاوز حلبة الصراع عبر قنوات حفزت التلقي. مهام تسيّر ماكنة جسم الانسان على حقيقة مركز الذات، أهو للقلب أم للعقل..؟. هل العقل نتاج القلب؟ عبر الدكتور علي الفتال عن مكونات كل محتوى في كتابه (العقل والقلب في الرؤية القرآنية) وهو من اصدار قسم الدراسات والبحوث في جمعية الهداية الثقافية، العقل كائن متماسك تترابط فيه الجوانب العقلية: كـالدماغ، مخ، الرأس العضو الطبيعي للمظاهر العقلية، وإرسال الأوامر، الدماغ بمثابة الحاسوب الالكتروني... 
 ثم ذهب الى من يعزو كل شيء الى القلب، القلب مركز الذات.. وتطرق الى التضحية بالنفس واعتبرها فعلاً غير مرغوب به عقلياً؛ لكونه منطق القلب، فهم يفوزون العواطف كما يرى الدكتور الفتال على العقل، لدرجة لا تنفع مواجهتها للقلب.
العاطفة من القلب، والارادة الوحيدة للفعل هو الذي يشغل المنظومة المركزية. ومن أدلة رجحان الفعل العقلي عند الدكتور الفتال امكانية القيام بالفعل بكلية واحدة وبعين واحدة وبيد واحدة، وهناك عمليات استئصال وزرع قلب.. لكن كيف يسيطر الانسان اذا فقد شيئاً من مخه؟
يقول النبي ( ص): ((إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلمَ الناسَ على قدر عقولهم)) [بحار الأنوار – العلامة المجلسي: ج1/ ص85]، ولذلك يرى أن القلب يعني الروح في القرآن كلفظ مشترك تعرف معناه حسب سياقه من الجملة. 
يرى الأستاذ ناظم السعود أن التوظيف الفعلي يهتم بالظاهر، بينما القلب يهتم بالأمور الباطنية... القلب هو الموجه؛ لكونه يفهم بالأمور العاطفية؛ باعتباره موطن الشعور واللاشعور.. والدكتور حسين سرمك يقول: (إننا مجبورون على ما لا نشعر، ومخيرون على ما نشعر به)، وطه محمود الشبيب راوٍ عراقي يرى أن الضمير هو الذي يسيطر على الكثير من الأمور المشكوك بها من العقل.. ونرى أن الوجدان قريب من العقل.. فأرى أن الدكتور الفتال لا يستطيع بهذه البساطة أن يقول العقل أعمق مفهوماً من القلب، والقلب في حقيقة الأمر أعمق بكثير، ولذلك قال الرسول (ص): استفتِ قلبك.. القلب منطقة وجدانية. 
 الأستاذ حسن عبيد متخصص في الدراسات القرآنية يرى أن القرآن الكريم ذكر مفردة القلب لفظاً صريحاً 50 مرة، وذكر 16 مرة الفؤاد.. سور مختلفة 66 مرة ذكر القلب.. ولم يذكر الدماغ أو المخ ذكرها مرتين تلميحاً، وقدم السمع على البصر.
 الدكتور الفتال يذكر في كتابه أن القلب ورد في القرآن بمعنى الروح..!! 
الأستاذ حاتم عباس بصيلة شاعر، اعلامي، كاتب، مسرحي، ناقد معروف.. يرى أن العمر الجميل الذي يجنح فيه الانسان الى الوجدان، وليس الى العقل، فثمة نظرية أشارت الى اوهام العقل، اوهام علم النفس، ليست السلطة دائما محقة بل هناك اشياء فوق العقل جوهر الحقيقة، ومفردة العقل بتكويناتها او تراكم الخبرة الحسية تبويب هذه الفكرة الى العقل، أشار الى الرؤية القلبية التي تجمع بين السمع والبصر بصراً وبصيرة، كان بودي أن يشير الباحث الى الجنون عندها يصبح حكومة مستبدة، هناك خلط بين المجازات الادبية والمصطلحات العلمية.. ليس هناك عقل في حقيقة الموضوع، بل الوجدان هو كل ما يملكه الانسان.. علاقة واقعية في السلوك الانساني.. العقل والارادة موضوع شائك عقلاء في زمن يقتضي الجنون.
ويشيد الأستاذ المرحوم هادي الربيعي شاعر عراقي كبير وناقد وباحث وروائي، له شهرته الواسعة في عوالم الابداع بالمنهج العقلي، ويسأل: كيف ستشهد الأيدي والأرجل وسيكون الجواب بتقديره أن هناك تكنولوجيا لم نصلها بعد.. العقل أولاً.. العقل ثانياً.. العقل ثالثاً.. هناك للأسف خوف من توسع استعمال العقل.. القلب ليس هو إلا أداة.. عيسى (عليه السلام) معجزته أحيا الموتى، النبي محمد (ص) معجزته اللغة المتطورة في زمن المعلقات، فهناك قوة بلاغة وقوة مجاز وهذا شأن عقلي.. والدكتور علي الفتال, في كتابه يرى أن جهلنا تشغيل بعض الأمور في الحاسوب لا يعني خلو الحاسوب منها فهي موجودة، لكننا نحن نجهل تشغيلها والله سبحانه تعالى يقول في الحديث القدسي: (عبدي أطعني تكن مثلي  تقول للشيء كن فيكون).
 يقول ابن عباس: عندما عرج النبي (ص) الى السماء، كان يسأل جبرئيل عن الكثير من الأشياء، فرأى شجرة ضخمة، يقول له: هذه سدرة المنتهى، فسأل عن الورق المتساقط فأجابه كل ورقة تسقط يعني موت صاحبها.. ويوم تشهد أيديهم وأرجلهم عبر هذه الأقراص الورقية التي تذهب أوتوماتيكيا الى الشهادة ولا مجال للإنكار.


صورة د. طه محمود الشبيب 
الأستاذ حسن عبيد 
الشاعر حاتم عباس بصيلة

أخترنا لك
من أدب الدفاع المقدس هذا ما رواه الصحفي زين العابدين

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة