تجليات في حضرة القداسة

2021/03/14

عند نواميس التجلي يورد الفيض هوية من هويات التصابر، تسمو بجلال الاسم والمعنى، فهي خديجة بنت خويلد بن أسد... فاض جود وجودها الميمون قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة، وعلى مشارف قداستها نقرأ بحروف اليقين التي دونتها أم المؤمنين (ع): إنها أول امرأة عمرت صلوات الإيمان، وآمنت برسالة نبي الله (ص)، قال صلوات الله عليه: (ما استقام دين الله إلا بمال خديجة وسيف علي (ع)).

وعند أحد تجليات الحنين التي مست شغاف قلب نبي طهور، نقرأ الحزن ترتيلاً: 

(آمنت بي حين كفر بي الناس، صدقتني حين كذبني الناس، أشركتني في مالها حين حرمني الناس). 

تتجلى قداستها على المدونات التي تطاولت يراعاتها ألماً، فقد ولدت للنبي (ص) القاسم والطاهر وفاطمة الزهراء (ع). وأما ما سطرته تلك اليراعات من أسماء لبنات أخريات، فهو مجرد حشو يشتغل لتمجيد الآخر، ويضع تيجان النور فوق الآخرين، حتى قال القسطلاني: ولدت لرسول الله اثنا عشر ولداً..! 

أفق من العنفوان تزهر به هذه التجليات، حتى صرنا نستشهد بمواريثهم المدونة؛ كي نثبت لهم قداسة فحوى المقدسات، لا حول ولا قوة إلا بالله وهي خديجة أم المؤمنين. 

ذكر السيوطي ومجموعة من علماء العامة أن النبي (ص) قال: أفضل نساء العالمين خديجة وفاطمة ومريم وآسيا امرأة فرعون... 

وتزف التجليات أنينها، إذ توفيت الطاهرة خديجة الكبرى في شهر رمضان السنة العاشرة من البعثة بعد وفاة أبي طالب (ع) بأيام معدودات.

ومن ألفة الحزن ننتهج سبيلاً لحزن نبي الله (ص) لموتها جزعاً، وقبرها على سفح جبل... بعدما أمضت حياتها مجاهدة مع الرسول (ص)، وبذلت كل ما تملك في سبيل الله تعالى

أخترنا لك
تل الزينبية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة