السيف في يدكم، ورأس الحسين أمامكم مقطوع،
والجسد مرمي في طف كربلاء بعدما سحقته سنابك
الخيل.. فأين هي بهجة نصركم..؟ وكأن الرأس
المقطوع يدخل عرشكم منتصراً دون جسد، كأنه ينظر
إليكم بطارف عينيه مستهزئاً بكم، وكأن رأس
الحسين اليوم هو الذي يأسرك ويأسر الكوفة معك.
العتمة في درك عوالم لا يعرفها السيف، ولا
يعرفها البطش والذبح والتكليف.. لقد اختزلتم
كل شرور التواريخ، كل وسواس يدس الأنف في
مضاجع التقاوة والنقاء حسداً من طيبة
الاتقياء، أتعرف لمَ كتبت اليك؟ كتبت لأمد
الخفقة، ودمع سنواتي الذابلة نصرة خجلة أمام
إشراقة هذا النحر المعطاء، سعى ليضيء لكم
الكون بهاء.. وأنتم نثرتم العتمة عمياً
وضلالا.. قتلتم أنفسكم فالحسين أكبر من أن
يموت.. ألا لعنة الله على الظالمين.