سيناريو الشعر... في قصائد الشاعر الحسيني (علي السعدي) مثالاً

2021/03/14

لولوجنا  في التجربة الشعرية، للشاعر الحسيني علي السعدي، علينا ان نستظهر الملامح الجمالية التي يتمتع بها  الشاعر،  وهو يكتب  القصيدة  الحسينية مستثمراً  المشهد  واللقطة،  من خلال السرد،  وهذي المشهدية كفيلة بتفعيل جماليات المتن الشعري.  

تبدأ مرحلة  التأثيث  من انتقاء  الشخصيات  الرئيسية،  فكانت أم البنين(ع)  مثالاً  لمحورٍ  أساسي يفتح  سيناريو الشاعر لرسم  المشهد.

(وبچبده وبعيني سهم ...  وعالشاطي مطروح العلم 

وشاهدت نار من الخيم ...  بالگلب سارت سريه)

يتحرك المشهد بالمزيد من اللقطات الممزوجة؛ سهمٌ في العين، وسهمٌ  في الكبد؛ ولقطة أخرى  عن الخيام، والنيران المستعرة. وهكذا تتوزّع اللقطات، لرسم المشهد  متكاملاً (ونهر من الدمه جاري). 

فنجده يستحضر متعلّقات المشهد، وكلَّ ما يتعلّق  بالمشاهدة ( تربي، شاهدت، شفت)؛ واشتغالات الشاعر السعدي  تصبُّ في رسم كلِّ مشهدٍ على قوة  التوائم الحدثي والتخييل، فهو يريد أن ينقلَ الواقعة بشيءٍ من الخصوصية، التي اكتسبها من الموروث المنبري الكربلائي. 

متأثراً بما يُسمّيه بالمحاضرات الحسينية؛ والتأثر واضح لديه بمدرسة الشاعر المرحوم كاظم المنظور التصويرية فهو وظف بعض الصور الموروثة في التأريخ، والتي  كنا نظن ولسنوات طوال، انها تخيلية، ولكننا وجدنا لها مصارد كثيرة في الموروث الشيعي، كهذه اللقطة: 

(وطيورإجتّي من السمه .. تتمرغ إبفيض الدمه) 

فتوظيف الواقعة  لتغذية  الآصرة  البصرية، استثمار لكلِّ ما موجود في الواقعة من لقطات مشاهدة .

 فيكتب الشاعر سيناريو لمشاهد مضمّخة بالألم، والجرح والأسى، موظفاً السيرةَ التاريخية  لمرجع الطف. 

         بغابة ذياب العقيله       ولاأسد يمهه يحرسهه 

(وبسماء الكون حُمرة .. وعالرمح طلعت شمسهه)، ومثل هذا السيناريو يحتاج الى التدويني  محمولاً كرؤية  الشاعر المتكونه  من وصف الموروث، والمتخيل، وبعض الغيبيات، فهو يصف في مشهد مرسوم  بحبكة فنية ينقل  لحظة وفاة النبي (ص) 

( ليلة  بيهه الحزن طاف    ويحمل علوم المصيبه 

وتنزل الاملاك ليهه         الطيبة وبصوره مهيبه 

تواسي بالغربة الرسالة     الترد من بعده غريبه )

ومن مكملات السيناريو الحوار الصوتي، الذي يتمم جماليات المشهد  التقني  الجمالي، 

وتضفي طاقة جمالية تتجاوز، التلقي  تتغلغل في النص، لو انتبهنا الآن الى لغة  الصوت. 

( وتنادي ياشر البشر     ماعيه الهادي ولا هجر 

لكن امر الله وصدر      محب واشتاك الحبيبه )

فهذه السردية  البصريه  ايحائية  مضغوطة،  تدل على  ثيمات  من المرجع  الواقعي  التأريخي  مثل  مفردة (تصيح ، صوت ، ناده، اخبرج ، دوي) وكذلك اغلب الاشتغالات  تكون لديه  على مصطلح  ( فلاش باك) الاسترجاع الى الماضي،  وهذا شيء طبيعي لكونه ينهل من التأريخ ..  ونجد ان البعد الصوتي موجود بقوة، كون الشاعر  يكتب مرتكزاً الى الاداء  الصوتي  فاحالها الى نصوص مسموعة ومقروءة،  ليكتمل سيناريو المشهد الذي له القدرة  على توظيف  رؤية الشاعر  بالحدث التاريخي  لنعتقد يمارسه  عبر تأدية  طقوسه الولائية ..

أخترنا لك
لقاءعلى صهوة الجراح

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة