حاولت النهوض لاستقبال زائرتي ، اريد ان احاورها في تفاصيل هذا
الوجد الذي يلهب شوقا لاحتضانها وهي القريبة عني
بخطوات ،سيدتي من أنت ؟ ابتسمت حينها بوجهها البدوي
الملامح وقالت :ـ انا أم البني ، ما ان سمعت باسمها رحت
اردد سلام الله عليها وقد خارت قواي تماما ، فكنت لحظتها
اسمع صهيل خيول الطف ، وعلى مقربة منها صحت انفاس
يقظة وصوت أنين .. ما الخبر يا أم ؟ أجابت مولاتي :ـ ها هي الطفوف
تشتعل ولم يخبو اوارها ، وشاء الله تعالى ان يكرمني
بحضور طف كل جيل ، واكرمني ان يكون لكل زمان ام البنين
وشاء الله ان تكوني انت أم البنين هذا الزمان ، نهض
السؤال في داخل بقوة :ـ من ؟ انا؟ سيدتي اخشى أني
لااطيق الصبر والفجيعة اخت الثبور ،من انا يامولاتي كي اكون
أم البنين لزماني ولزمان آخر ؟ وانت التي حملت شموع الثكل
في رابعة الخشوع اللاهب عز وفخر ، واذا بي اصرخ
ثائرة سيدتي ومولاتي لحظة ابقي معي ..انا اصرخ وعائلتي حولي
واولادي يبكون ويتوسلون باسم الله سلامتي .. :ـ
لاتخشون علي شيئا ، انظر الى اولادي وزوجاتهم يحملون اطراف بكائي
وهم يعانقون الدمع بشغف الصالحين سألني محمد ولدي
الكبير :ـ ما الامر يا أمي ؟ قلت :ـ لاشيء .. سوى ان الله اختارني
لأكون أم البنين هذا الزمان ، صاح الجميع مستغربا :ـ ماذا؟
قلت كانت عندي مولاتي أم البنين عليها السلام ،
وسلمتني راية هذا العز امانة في عنقي ، وعليكم
أنتم يا اولادي ان تحسبوا هذا الحساب ،
ران الصمت حينها وظل الوجوم عالقا في فضاء البيت ، أصبح
راسي الصغير ميدان قتال والحومة التي ستسقبل ابنائي
يقاتلون ثم يقتلون امام عيني والصهيل يعلو حتى يصير
صليل ، صحت بهم اياكم يا اولادي ان تتركوه بلا ناصر ولا
معين ، انسحبن الكنات داخل غرفهن وكل زوجة غدر زوجها
اياك فانا لا أحتمل الامر من لي بعدك ..
ايعقل ان تتركني وتذهب للقتال ، لم
لايقاتل غيرك والشباب يملؤه العراق ،
:ـ يبدو ان غرف ابنائي شهدت حوارات
لائبة بين الازواج ، وعند الفطور توجهوا ابنائي
نحوي ، قبلوا رأسي ويدي ، امآه لنا الفخر
بان تنال امنا هذا العز ، تساءت حينها
وزواجتكم ، اطرقت رؤوس الزوجات ، ولم ينبسن بأي حرف
،قلت لهن :ـ في واقعة الطف كانت هناك امرأة
وهي زوجة وهب حينما عزم على نصرة سيد شباب أهل
الجنة الامام الحسين عليه السلام كانت تصرخ مثلما صرختن
امتعاضا وخوفا على ازواجكن ،:ـ بالله عليك لاتفجعني بنفسك
،تقول له اياك ان تذهب الى الميدان فانا لااحتمل الحياة
من بعدك ، وقالت له ايعقل ان تتركني وتذهب للقتال ؟ لم لا يقاتل
هؤلاء الناس لينصروه ، لكن عندما تكون بالامر ، رجعت
عن قولها وغيرت رايها ، فكيف بكن اذا سلب الوطن ؟ من لكن
اذا مضيتن سبايا لداعش ونخاسة داعش ، لتفكر كل واحدة منكن في
وطن محتل ومهان ، ومراقد ائمتنا مهدمة هن وقبور البقيع سواء
ثقي حتى قبور الاولياء تنبش ، فما نفع الحياة بعدها ورأ
يتن بعينوكن ذلة من احتل الدواعش بلادهن ،هل ستخرجن للقتال ام
تبقى كل واحدة تخبأ زوجها تحت السرير ، وتنبهت لحالة
الاستغفار التي اجتحاتني ، حاولت التماسك ،
وقبضت بصعوبة بالغة على هدوئي المعتاد ، قلت هذا الاختيار
ليس لي وحدي بل هو اختيار لعائلتي جميعها لو فشلنا في
قبول هذا الاختيار ماالذي بقى عندنا من قيمة يا
ليتنا كنا معكم ، اذا لم ننصر الدين والوطن
ونفوز برفقة ائمة اهل البيت عليهم السلام ،
ما نفع مواكبنا ومجالسنا الحسينية اذا لم
تدافع عن مراقدهم الطاهرة ، ورد الخبر بعد ايام من هذا
الموقف اتلذي عاشته عائلتي ان سامراء تعرضت لغزو داعشي
كبير ـ ولهذا قرر الاولاد جميعهم التسلح والالتحاق
بسامراء ودافعوا دفاع الابطال في قاطع مدينة (
مكيشفة ) لم أنم ليلي ولا نام البيت معي العيون على
الموبايلات ولا اتصال ، سلام الله عليك مولاتي ام البنين
وانت تقفين امام بشر بن حذلم وهو يخبرك بمقتل سيدي الحسين ،
وابي الفضل واخوانه جميعهم سلام الله عليهم ،انا ونساء
البيت ساهرات ننتظر بشر بن حذلم جديد ، واخيرا وصل بشر بن
حذلم عبر الموبايل انهضي يا ام البنين الله اكبر واذا
بابني محمد محمولا على اكتاف الناس ، نظرت في الافق
اتلثاني الله اكبر واذا بابني احمد خلفة وبعد خطوات واذا
بجنازتي ولدي سيف واخاه ، ايه طوبى لكم يا اولاد
عبد السالم ، بيض الله وجهكم لقد بيضتوا وجهي امام
الله وامام مولاتي فاطمة الزهراء ومولاتي أم البنين ،