الله يا عابس

2021/03/12

في لحظات المواجهة  مع الموت تمر امام عينيك كل تواريخ حياتك ، كل لحظة عشتها او تاثرت بها فاغتنم ما شئت من تفاصيل  تودع بها الحياة ، كنت منذ صغري احمل عابس في داخلي امنية ،ان اراه،  ان اكون انا عابس في يوم ما ، خرج ليواجه الموت وهم يهربون امامه ، لا انكر على نفسي ان الموقف الذي اعيشه اللحظة صعب جدا لكني مؤمن تماما ان عابس الذي  في سيتحدى زخم الرصاص ، عرفت مسألة مهمة اني كنت ابكي كلما يذكر امامي موقف عابس  ، اكتشفت الآن اني كنت ابكي نفسي اللحظة ، ابكي عابسي أنا عابس الكربلائي ،كنت اتوج بالدمع روحي كي لاتتخاذل لحظة المواجهة ، لايهمني العدو ابدا لكن الذي يهمني الآن هو خوفي ان اموت دون عابس ، وعابس يدرك ماذا اريد منه الآن ، ان اصنع من بيجي التي امامي كربلائي انا ،  ان افرش محلة المخيم  على وجه هذه المزرعة ، ان اجعل من ادغالها رمالا ، المقرر ان ننهي هذه الادغال لنخرج الى الطريق العام حيث هناك تنتظرنا حرب شوارع كبيرة ، لكن ان نحاصر داخل هذه الادغال فهذه هي مفاجئات الحرب ، ، نار كثيفة تحيطنا من كل جانب حزم النار المحيطة بنا تقول اننا محاصرون تماما ، نهض عابس   نهض في راكضا نحو الشفل وتم تشغيله ، ورحت ساعيا لعمل ساتر يقينا الرصاص ، تركوا كل شيء واستعدوا لمواجهتي كان الرصاص ينهمر علي كالمطر وانا انتخي عابس ـ حلو عابس حلو ـ اكمل  الساتر ، لاتخاف مطرهم فهو مطر صيف ،وعابسي يبتسم ، تذكرت احدى الاهازيج التي كنا نعرفها ( هذا اليوم الجنه نريده ) وابتسم ، قد يثير هذا الموقف الكثير من الاعجاب لكنه لايثير عابس ابدا،  ربما يباغتوننا بموقف  مواجه ،لابد ان نكون على هبة الاستعداد ، وانا مؤمن بان كل مقاتل في الحشد استل عابسه ليواجه به الموقف فهم اسود على السواتر، كنت طوال وجودي في  خطوط المواجهة اذكرهم به ، اقول لهم استحضروه في كل موقف حتى صار البعض يناديني باسمه ، يا الله كم هو جميل اسم عابس  تاج على الراس ، فهو لا يخشى الموت ولايعرف طعم الياس ولا يمل او يكل مهما طال امد المواجهة  المهم عنده ان يكون الحسين عليه السلام بخير ، اكتشفنا لحظتها ان العدو اقرب بكثيير مما كنا نتصور استطاع ان يحرق احد السيارات الحاملة لسلاح الاس بي جي ناين وهو سلاح فتاك لمواجهة السيارات المفخخة ، المهم صرت اخشى  انفجار تلك الاسلحة استنهضني عابس واذا بي اقود الشفل لاطفاء تلك النيران واخمادها باكداس التراب ثم سرعان ما تحركت لااراديا لفتح ثغرة  واخرج للشارع العام بمواجهة العدو وتبعني المقاتلون الذين كانوا اساسا على استعداد نفسي لتلك المواجهة ، وهذا يعني انهم تخلصوا من براثن الحصار وتوجهوا لمحاصرة العدو  في بيوت  هي اساس اهداف سهلة ،  وراح الشفل يتبختر في الشارع العام ليربك العدو ويستقطب مساحة الرمي فيكون  صيدا لاسلحة  المقاتلين ، انتهت المواجهة بالنصر المؤكد لكن على ما يبدو  ان عابس اصيب ، لاادري كيف كان الموقف لحظتها لكني فتحت عيني وانا  جريحا في المستشفى ، سلامي الى جميع اصدقائي  ، قولوا لهم ،  ساعود قريبا  اليكم، فعابس ما زال بخير ،
أخترنا لك
مجرد صدفة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة