هذه الحرب لاينقصها شيئ سوى ....
2021/03/11
كنا نحاول ان نجره يوما ليكمل الجملة ، واصبح هذا اللغز مثار جلساتنا
وكانه حزورة من احجية طفولتنا ، ولهذا كل واحد يحاول ان
يضع المفردة التي يراها مناسبة ، وكان هو يسعى لأختيار
اخلاصه بنفسه ان يجرب امكانية التحاقه بركب
الشهادة ان يباغت العدو دائما ليثبت وجوده كمقاتل شرس جاء من
اجل ان يقاتل بيقينه ، كنا نقول ان الحرب تعشقه مثلما يعشقها ،
لكن المحير بالامر ماذا يعني بهذا الشيء الذي يعتبرها نقصان لايمكن
دونه لستوي الحرب ربما يقصد التدريب ، وصاحب هذا الراي انطلق من عمق
خبرة محمد محمود ابو سجاد في القتال ، لاندري كيف اتقن اساليب القتال
والمراوغة ، فهو يربط هذه التقنية بالوقت ، يقول ان الخطأ الموجود هو
اساسا في عقلية القادة ما زالت قديمة فهي ترى ان الليل انسب الاوقات
للقتال والان تقنيات الحروب تجاوزت هذه العتمة التي كانت ساترا لأي
هجوم ، علينا ان نهجم مع وقت العصر اي وقت الاسترخاء ، ويرى من ضمن ر
ؤآه ان المقاتل كتلة مشاعر فلذلك هو يبتسم عند كل هجوم ويكرر جملته
المحيرة ( هذه الحرب لاينقصها شيئا سوى ..) :ـ سوى ماذا يا
محمد؟ سوى ماذا ؟ آمر الفوج كان لايوافقه على استغلال الوقت المكشوف
يحاول ان يقنعه مغبة مثل هذه الهجومات الغير صائبة ، والنصر
لايؤتمن مادامت الحرب قائمة ، سأل محمد محمود امر الفوج سؤال ليرد على
محاورته ، هل تتمنى ان تلتحق بالركب الحسيني ؟ يجيب امر الفوج نعم
اليوم قبل الغد ، :ـ اذن لماذا تبخل بها عليّ؟ لماذا تخاف عليّ
ولاتخاف على نفسك ؟ وهذه الحرب لاتحتاج الى شيء سوى ... ، قال
الآمر سوى ماذا يا ابا سجاد، ولهذا اصبح محمد لايفكر ا لا بالهجوم وفي
وضح النهار ، كل الامور تدل على هجوم يستعد له الدواعش ، لذلك
يرى ان هذه التكدسات تصبح صيدا سهلا اما اي هجوم غير متوقع حتى
لو كان من قبل مقاتل واحد ، يقول محمد محمود اليوم سنغير
اسماءنا ، امر الفوج خصص مجموعة تتابع تحركاته ولاتجعله يهجم وحيدا
دون ظهير ، بدأت المواجهة ونحن عند منحنى خط النار ،
طوقته مجموعة من الدواعش التفت اليه من الخلف فشاغلها بمراس لكن
ظهرت مجموعة اخرى فهجمنا بصولة الانقاذ ظننته ميتا ، كان بلا
حراك لقد انغرزت الاسلاك داخل ذراعه ، فرحت كثيرا حين رايته
جريحا منحشرا بالاسلاك ، ابعدتها وهو ينظر الي ويقول :ـ
لقد سرقت مني فرحتي ، لماذا يا محمد ؟ لاني كنت اظنكم من الدواعش
،وقلت مع نفسي فزت ورب الكعبة ، قرر آمر الفوج ان اخليه من
الموقع المتقدم وانقله الى سامراء ، ونحن نخرج من العوجة ، رايته
يبتسم قلت له :ـ محمد هذه الحرب لاينقصها سوى ،،،،
فاجاب مبتسما عابس الشاكري