عودي الى الدار يا أمي

2021/03/01

عودي الى الدار يا أمي ،
هناك احتفي بي مثلما تريدين ،
سأقص عليك معنى احتضان التراب ،
وكيف يرتدي الحلم ثوب الحروب ،
حين تستغيث البلاد
كيف تسيرالامنيات ،
على مشارف الحنين ،
عودي يا أم ...
ودعيني على اكتاف صحبي ازور ،
انا الذي خضت غمار الموت
من اجل ان ترتسم الحياة
على وجه اليتامى
من اجل إن لا تحرق بعد اليوم
خيام أهل الطف من جديد ،
من أجل ان لاتسبى حرة على صدر طريق
من اجل ان لا يرفع على رمح العابثين .. راس شهيد
وها انا اليوم ارتدي الجرح
وسام شهادة
أقف عند اعتاب بابه
استغيث
افتديك سيدي يا حسين
أخبرني.. عساي كفيت ... عساي وفيت
لأخبر أمي بشارة مولاي سيد الشهداء،
اقول لها عودي الى دارك
فابنك يا أم شهيد ،
عودي.... فقد اورق الصمت صرخة تهز اضلاع الكون
وما عادت الفتنة
قادرة على التمادي
صدقيني جلس الكون
عند مرتقى احتضاري
وقال اطلب ماشئت
قلت أمي وبلادي
***
اتوسلك... ان تروحي الى البيت
فانا سأتي بعد قليل
لأراك...
اقبل يديك
لأرى ابي ..حقا لماذا هو يبكي ؟
اسكتيه امي وعودي به الى الدار ، دموعه تؤلمني
سأتي
لأرى اخوتي الطيبين واسلم على الجيران دارا دار
عودي....
حرام في لحظة الوداع تنكسرين
وآه ..
لوتعلمين كم انت جميلة يا أمي
سابقى عندك ماشئت
هكذا علمتنا كربلاء
ان الشهداء لايموتون،
يا أمي لايموتون
خطوة تحمل الارض
واخرى ترسم معالم الحضور
هذا وداعي الى حين
يصلي بي الاخرون
الاصدقاء
الاهل
والبلاد
وبعدها اعود اليك
ان شاء الله ماقصرت ،
قاتلت حتى آخر الصهيل
قاومت وانا اسمع وقع خطا الرصاص
كنت معي هناك..... فكيف اخاف
وكربلاء رايتها توزع السبيل ..
سبيل يا عطشان
تحمل قرابين الماء،
بذراعين مقطوعتين
وابن سعد كان هناك ...في الجانب الآخر ،
مازال يتوعد كربلاء ،
لقد آسروا الفرات كي يموت عطشا كل حسين
ورأيت حرملة يبحث عن طفل ووريد
دعك من هذا
و انظري لبهجة الزفاف في عيون المشيعين ،
وباقات الزهور
وعلم العراق
من خضاب دمي طرزت ماقيه .
وهكذا طلعت من رحم الخصوبة زائرا وطريق
اناديهم .. صحبي قربوني .. قربوني اليه
.. اريد ان اقبل الضريح
عودي الى الدار ،
فانت يا أمي
فخر هذا العراق الجريح ..
أخترنا لك
الوقوف عند أعتاب اليقين

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة