حوار مع شاعر حسيني

2021/03/01

للحوارات قيم أسمى حين تتمحور داخل تنويعات محفِّزة للابداع الحسيني فهي تواريخ تحمل سمات الخير ومنبع كل صدق صبور وخاصة عندما تكون المعرفة بشخصية الضيف وليدة ذلك اللقاء وضيفنا رادود وشاعر حسيني معروف في مدينة الشامية اقترح علينا استضافته كشاعر لكون هذه السمة اقرب الى نفسه وهو الشاعر الحسيني(عايد فضول عناد الجليحاوي) الذي ارتقى عوالم الكتابة قبل عقدين من الزمان متأثراً بالشاعر المعروف الزميل السيد قاسم الياسري والموسوعة الشعرية للزميل العم السيد صالح الميالي وبعض الشعراء المعروفين في مدينته : ايهما اكثر تقربا لعوالمك الشعرية الخاصة القصيدة المهرجانية أم المنبرية؟ الشاعر الضيف: انا أميل الى القصيدة المنبرية لكونها تمتلك مرتكزات شعورية أكبر وتستطيع القصيدة من خلال هذه المرتكزات ان تنفتح على العوالم المبدئية لكوننا نرمِّم مشاريعنا الثقافية لغايات آخروية نبتغي منها الأجر والثواب ونعتقد أن مثل هذه الغاية تعتبر من أسمى الغايات الكتابية وهي تؤدي بطبيعتها إلى أكثر من أسلوب نجد مثلاً الجميع يؤمن بأن قضية الحسين هي عَبرَة وعِبرة فالعَبرَة تحتاج إلى أساليب شعورية وجدانية والعِبِرة تحتاج الى ثقافة احتوائية متنوعة ومتميزة : هذا القول يعني لنا أنه لابدَّ للشاعر من احتواء طرفي المعادلة فهل عليه التوازن بين الحالتين أم لا بأس إذا ارتكز على أحد طرفي المعادلة العبَرة أو العِبِرة؟ الضيف الشاعر: نعم هذه مسألة مهمة فلكل طرفٍ أهمية فأنا أجد نفسي ميَّالاً إلى الطرح الفكري(العِبِرة) لكوني أجد الشعر يستطيع أن يكون وعاءً فكرياً نشطاً يحتوي على أساسيات النشوء الطفِّي ومرتكزات وأسباب بقائه وفاعليات الطف ويقدر على إدامة الواقعة الفكرية ولهذا حاول الطغاة فرض الحصار على القصيدة الحسينية فهي لذا فهي لم تجد المتسع الكافي للعرض الفكري من الواقعة فانحصرت بدائرة ضيــِّقة أمَّا الآن فقد انفتح مجال العرض الفني أمام مساحات واسعة من الأثير فهناك منابر حرة وفضائيات متنوعة وإذاعات وصحف كثيرة إذاً هناك فرجة عالمية تعرض موادنا على مختلف الشعوب والهويات فأصبحنا بحاجة مُلحَّة لعرض الواقع الفكري ومثل هذه المساحة تترك المجال مفتوحاً لعرض جميع الألوان الشعرية ولهذا الانفتاح الفكري أيضا متطلبات جديدة فهو يحتاج الى المباشرة والوضوح ولم نعد بحاجة إلى التمويه والمواربة والتضمير سأروي لك حادثة: بعد سقوط النظام البائد مباشرة ذهبنا الى سامراء وأقمنا مآتمنا العزائية ومن الجميل أننا كنا على وعي تام بوجود مفردات من الإعلام الاعوج الذي أراد الاصطياد في الماء العكر فجدَّ في البحث عن ثيمات طائفية عند الشعراء الحسينين ليحملها الاعلام المنحرف وسائلاً مشرعنة عندهم للرد وتأثيث مسعى طائفي يحرِّض على ِإبادة مثل هذه الشعائر لكنهم وجدو الشاعر الحسيني شاعراً وطنياً طموحاً يسعى لحفظ شمل الوحدة العراقية فأغلق الدائرة بوجه هذه النظرة المغلقة : اختلاف الجو البيئي شيء معلوم فإبن كربلاء له محفـِّزات المكان المقدس وابن الشامية له أرث شعري عالٍ فهو ابن حسجة عالية كيف نستطيع أن نستخدم هذه المحفزات التاريخية وهل نجحنا لحد هذه اللحظة لديمومتها إلى الأجيال القادمة بالشكل المرضي؟

الشاعرالجليحاوي: مازلنا في بداية المشوار ولا يمكن الآن أن نعطي حكما نهائيا لتجربة لم تكتمل بعد، إلا أن هناك بوادر تـُبشـِّر بالنجاح وهناك وعي عالٍ وبعد النظر في البحث المستقبلي داخل الواقعة لأن النظر بنظرة الماضي ستترك فراغاً كبيرا نضيع فيه واذا ضعنا لا نقدر أن نوصل للأجيال ثقافة الواقعة الحسينية فبـُعد النظر أفضل من قربه علينا أن نـُفكـِّر بالمستقبل ما هو المطلوب منا فعله كحسينيين لغدٍ حسيني أفضل؟ وهناك أسئلة لابـُدّ أن نقف بها على النوال الحسيني على مطلب الثورة على ثقافة القضية على سبيل الاستشهاد. : مثل هذه الاسئلة طـُرحتْ قبل 1400سنة وما زالت تتكرر الى الآن ويبقى السؤال الجديد الذي لابد أن نسأله هو ماذا يريد الجيل الجديد منا وهل الأوزان القديمة استطاعت النهوض بشعرية الجيل الحالي إلى مستوى من المسؤولية؟ الشاعر الجليحاوي: نعم لابد أن ننظر إلى ما هو مفروض فعلا وننظر إلى جدية الانفتاح الوزني فهل استطاع الجديد أن يمتلك عوامل الجذب القديمة فهناك إرث اكتسبناه من شعرائنا ومنشدينا عايشناه وكبرنا به لكني أرى أنه ليس من الضروري أن أجيد الكتابة في جميع الأوزان وما يشغلني هو فحوى القصيدة ومرتكزاتها وما يشغل تفكيري بعد ذلك هو مساحات الطور وجواذبه وأحاول الابتعاد عن الخفيف منها فقد أثبت القدماء أنهم أصحاب خبرة أكثر في الابتعاد عن المصدر اللحمي أما اليوم فهناك(غشمنة في الالتقاء) وتبقى حكمة المنبر الحسيني في صفاء النية وإلا لما فقد الشعر الحسيني قشعريرته وجدانيته واحساسه الدامع!! أنا أرى المسألة تكمن في الابتعاد عن الجوهر الحسيني وإلا حتى المستورد اللحمي الذي كان يافعا أيام الحصار أصبح يفقد جاذبيته وابتعد عن قناعات الناس ولم يبقَ له سوى الفئات العمرية التي ما انسجمت مع القديم لأنها لم تعش قدسيته فأرى أن هناك جواذب تتوازن بين الشكلين أو النوعين أو الطورين وصدِّقني إن البكاء على الحسين كان متنفساً للكثير من المآسي في المعاش اليومي ومهما غرف الشعراء من منهل عاشوراء سيبقى لكل عاشوراء جديد طعم جديد وجرح جديد وأنا الآن أخشى فقط من صيغ التكرار : والمعاش اليومي سياسيا واجتماعياً؟ الشاعر الضيف: نحن علينا أن نتعايش مع الواقعة بشكل متأمل واعٍ سنجد أنفسنا نكشف عن الواقع بحرفيته وبخصوصيته حين سألت الزهراء عليها السلام أبيها {ص} عندما قبـَّل ذلك الحنان المحمدي على النحر الحسيني أيذبح ولدي؟ تكرر السؤال اليوم من قبل الكثير من الأمهات حتى صارت زيارة الأربعين مظاهرة عالمية ضد الظلم أين ما كان، فقط يبقى الحلم الآن والذي هو مطلب من مطالبنا أن نسعى لبعث كلمة الرسول(ص) (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) لجوهرها الحقيقي الذي لا يجعلنا نتفرَّق عند المصابيح الفرعية فما دام الجميع يصيح يا حسين لنعتمد على هذه الركيزة الأساسية ولنجعل من تلك التفرعات التي قد تفرقنا إلى مصب حقيقي نحو المرتكز الأساسي الذي هو نصرة الحسين ويعني بالتأكيد نصرة العراق...

الدنية تلايمت واهتز حقد هالـــــــــكون والأمة افزعت والناس مسبيه

حكام العرب علنو حداد العــــــــــــــــام والأزهر غده يعزي بفتاويه

فلوجي بكه والأردني يواســــــــــــــــي والسوري كصد ليه لأراضيه

السعودية انتخت والمصري شك الـزيج والسوداني حشم كل أهاليه

وابن القدس صبح يطم على الــــــراس والمغربي اغتاض ولعن ماضيه

والليبي تهيئ طلق النســـــــــــــــــوان وابن اليمن سل سيف العروبية

وابن دوحة قطر ظل ساهر وما نــــــام وابن الامارات يصفي بالنية

مو لن القدس محتلة لاســـــــــــــرائيل لأن عدنة الحكومة أصبحت شيعية

أخترنا لك
ومضات عاشورائية ( 1 )

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة