وأخيرا تمرض جدي...
حزنتُ وأنا أراه يرتجف من البرد، وهو يستغيث بي: ولدي أسرع وآتني
بالقرفة...
قلتُ: يا جد دعني آخذك إلى الطبيب، فانا لا اعرف ما هي
القرفة؟
قال: هي (الشليخة) يا ولدي...!!
قلتُ: يا جد وهل عرفت الأولى كي افهم الثانية؟
فاستدرك قائلا: هي (الدارصيني).
:ـ ما هو الدارصيني؟ أخشى أن يكون الدارسين؟
وهكذا سخنت له شراب الدارسين، وبدأ يشرب منه مرتاحا... وهو
يقول:
نوع سيلاني وآخر صيني، ويسمى عند الفرعونيين (قاد) وكنا نستخدمه
للصلع.
:ـ ماذا؟ للصلع يا جد!!!!!
قال: نعم... نطحنه مع الملح والبصل، ونضع عجينته على الرأس
الأصلع...
شرب جدي رشفة وقال: وعند وضعه على الجرح يوقف النزف. و(بعد برهة
صمت)... :- يسميه الفرنسيون صديق الجهاز الهضمي، لكونه ينظم عمليات
الهضم...
قلتُ: يا جد، نحن لم نألفه إلا في الحمامات العامة، يشرب بعد
الاستحمام مباشرة... و(برهة صمت أخرى) قال: كله مع الجبن، فأن طعمه
لذيذ، ومع العسل يساعد على مقاومة تقلصات المعدة والعضلات، والآم
الطمث والولادة ويقوي الذاكرة... وبخاره يطرد البلغم، وزيته منشط
للدورة الدموية... وهو معقم مضاد، ولهذا يدخل في كثير من المستحضرات
الصيدلانية... ويستخدم مع الخل لعلاج البثور
والقروح...
(برهة صمت):- استخدمه الهنود عام 500 قبل الميلاد لعلاج
الفلونزا...
قلت: يا جد، وما رأي العلماء العرب به؟
فأجاب: يقول أبو بكر: {الدارسين بالزنجبيل ضد أمراض
البرد}.
ابن البيطار: {مع مسحوق المستكي لعلاج الربو}.
ابن سينا: {دهنه يذهب الرطوبة الغليظة من العين، ويسكن وجع الأذن،
وينقي الصدر والكبد، وأوجاع النساء والكلى
وأورامها}.
:- قل للناس يا ولدي، إن الدارسين يخفض السكر، ولذلك على مرضى السكر
أن يتناولوا شيئاً من الدارسين يومياً، وينفع لالتهابات المثانة
والتهاب الأسنان.
أخترنا لك
