منبر صدى الروضتين

2021/02/27

في ظل نهضة إسلامية تكون الثقافة إحدى الأدوات الأساسية في المادة صياغة الإنسان فكراً وسلوكاً لتأهيله لأدواره في بعث الدين والنهوض في صنع الحدث السياسي.. وخاصة أننا نعيش عصر الثقافات إذن نحن بحاجة إلى السعي الجاد للارتقاء بالخطاب الثقافي الديني والإعلامي إلى المستوى المطلوب وهذا يحتاج منا إلى التعامل الفطن مع الفطرة الإنسانية بما ينمي فيها الخير والسلام مع الجهاد الوثاب ضد الفكر المستورد والهجين وصد التيارات الطائفية والأقليمية ولأن تراثنا الإسلامي تراث فعّال لا بد أن نسعى لكشف المعاني الإنسانية الكبيرة فيه والتعامل معها كمنهج ثوري معاصر لا كحالة ترتكز على الكم الخطابي والاهتمام أيضاً بتنوع الأدب والفنون ورعاية المواهب الشابة والطاقات الإعلامية لقد كانت الثقافة الدينية إحدى مكونات القاعدة الفكرية لجهاد أئمتنا عليهم السلام والتي أهلت شيعة أهل البيت(ع) لمواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة على مر التاريخ ولو تمحصنا النتائج الآن لعرفنا معنى أن يبقى الفكر الشيعي صلباً رغم جميع الممارسات الإرهابية الجائرة بحقه وعلى طوال مسيرة التاريخ- وهذا التاريخ الفاعل كرس لنا مفهوم الجهاد بنظرية شاملة تحمل روح الرسالة المحمدية كي لا يبقى مجرد تراث ووقائع تاريخية جامدة نتذكرها عند كل مأتم ونذكرها في كل محاضرة وبعدها تهمل بلا رجعة
لقد أصبحت جميع جزئيات ثقافتنا الآن تحفل بحضور الجهاد الفكري حضوراً فاعلاً في المنظومة المعرفية المعاصرة لكون الحوزة العلمية للقيادة الشرعية- لهذا الامتداد كفيلة بالمستجدات الراهنة نحو التجاوز والتخطي..
لقد ارتبط الموروث المقدس كشواهد ورموز بإرهاصات الفعل والفكر وما يتصل بحل مشكلات الإنسان ويتفاعل معها وبذلك اكتسبته المرجعية التاريخية بُعداً جيداً ومعاصراً تمنحه القوة والتأثير ويحكم له بالحيوية والخلود.. لنعرج حول القيم والنشاطات الفكرية وانماط السلوك من مرحلة معينة فأن الثقافة المرجعية هي ثقافة جماهيرية تتصل اتصالاً وثيقاً بحياة الناس في مختلف الطبقات والفئات وتعبر عن قناعاتها في التعامل مع الموجودات بما يضمن لها المسير الصحيح والخطوة السليمة ويفصح عن ابداعاتها في التعبير عن المشاعر والهجوم.
أخترنا لك
حسرات قلم مجهد

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة