ابني سليم معافى لا شيء فيه سوى انه يحب الانفصال عن كل شيء، ويفضل
الصمت والسكون، ولا يحب الذهاب الى المدرسة، ولا يرغب بالذهاب الى
أي مكان، لا يشكو من مرض سوى انه يشعر بأنه غير محبوب، ولديه شعور
بالعجز، لا يضحك، لا يبتسم، ولديه استعداد كبير للبكاء دائما...
انا متأكدة يادكتور إن ابني ليس مريضا لكن الذي حيّرني فيه هو مزاجه
المتقلب دائما فهو تارة يعاني من الأرق والإرهاق وتارة ينام كثيرا،
يعيش اياما فاقدا للشهية، واياما أخر ينقلب الى شره يأكل كل مايجد
امامه... هو دائما مشتت الذهن غير صبور كسول وسخ غير مهتم بملابسه
ولا بنظافته...
راجعت طبيباً فقال لي: ربما يشكو من قدوم مولود اخر او ربما انتقلتم
الى سكن حديث في منطقة اخرى او ربما يشعر بعدم الإهتمام فأنتم
تعاملونه بشدة او ربما العكس قد ينعم بالدلال الزائد او قد يكون
اصطدم بموت عزيز، وانا يادكتور انسانة مثقفة استطيع خلق التوازنات
المطلوبة لابني فهو لم يمر بكل نقاط التشخيص التي عينها الطبيب،
وانا ام اقدر مشاعر ولدي ولم انتقده ابداً واحاول دائما أن امجّد
افعاله امام اصدقائه لأرفع من قيمته، واحاول مساعدته في أي مشكله
يواجهها.
يقول لي الطبيب: حاولي تنمية شعوره بالكفاءة وأنا افعل ذلك ولا
تلومينه وتفائلي بايجابياته وانا افعل ذلك، فقد اتصلت به وتواصلت
معه ورعيته بالمحبة وشاركته بلعبه ورحلاته... أراك ساكتاً يا
دكتور؟!
لا شيء لقد أغلقت عليّ جميع المنافذ سوى انك نسيت شيئا واحدا هو إن
ابنك مصاب بالكآبة والسبب واضح هو ادمانه على التلفزيون