أبو المثل ما خله شي ما قاله

2021/02/26

تشكل الأمثلة الشعبية جزءا مهما من حيوية التراث الانساني وتميزت امثالنا الشعبية العراقية - بترويج الصالح العام والحكمة والموعظة الا ان بعض الامثال التي لا تقاس تواردت خطأ وهي تشكل إساءة اجتماعية مقصودة ولم يسلم منها أحد - وهناك اساءة مقصودة للمرأة وحتى الام والأخت والزوجة ومثل هذه الأمثال ما تشيع كره المجتمع للمرأة ( مكروهه وجابت بنيه ) والاخر ينتقص قيمتها ( تربية نسوان ) والبعض يحاول ان يدخل في رحم العلاقة بين الزوجة و أم الزوج ( لو العمة حبت الكنة كان ابليس طب للجنة ) وهناك أمثال تتحدث عن عدم قناعة المرأة وبطرها ورخصها في آن ٍ واحد ( اجاها رجل كالت أعور) وعن عدم قناعتها بكل شيء (مارضت برجيلهه ولاخذت سيد علي ) وهناك أمثال فاحشة لا سبيل لذكرها وبعض تلك الأمثال أساءت لجليل القدر ( طك السيد وحب ايده ) 

المشكلة ان جميع هذه الأمثال يرجى منها التأويل وانعكاسات التشبيه وقلة منها يذهب إلى الحديث المباشر واغلبها ترعرع في الوسط الريفي في عهد الاقطاع- ولكل مثل غاية ، منها ما يشجع على الخذلان ( الإيد الما تكدر تلاويهة حبهه - الياخذ أمي أسمّي عمي ) ومنها ما يشجع على الكذب ( الكذب مو مال أبو واحد ) أو ( كذب المصفط أخير من صدك المخربط ) . 

وبعض الأمثلة تحاول ابعاد عمل الخير ( زين لا تسوي شين ما يجيك )، ( الشين التعرفه احسن من الزين الما تعرفه)،( سوي زين وذب بالشط )- ومنها ما يشجع على الخوف ( الما يخاف ماهو زلمة ) وزرع عدم الثقة ( الحايط اله آذان) وعلى الاسراف ( اصرف ما في الجيب- يأتيك ما في الغيب) ومنها ما يحث على التجاوز( القوي ياخذ الركيك ) ، ( إلك يا طويل اذراع ) فعلينا التروي عند استعمال الأمثال والالتفات إلى لوازم معانيها وبالتالي هجران ما هو سيء واستعمال ما هو مفيد.

أخترنا لك
(أنا صرفت الناس فانصرفوا) في استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة