فضحك يجاملني وهو يسأل: واليوم؟ قلت: لا شيءَ يا جد سوى أني اشتقت إليك.

قلتها وكنت أشعر أنه يتمنى أن أسأله أو أحاوره في قضية ما، ولأول مرة يقدم شيئاً من الاعتراف بولهه أو بحبه لهذا العمل، فقال: يا بني نحن نتمنى أن نخدم الناس، وأصبحنا لا نطيق استغناء الناس عنا. 

قلت: لا أحد يستطيع الاستغناء عنك يا جدي، والحالات المرضية كثيرة، واليوم جئتك لأعرض لك حالة صديق ضايقته السمنة كثيراً، وتوسل بي كي أعرضَ حالته عليك. 

قال: يا بني دعه يتناول (الفريز). 

قلت: يا جد نحن العراقيون لا نعرف ما هو (الفريز). 

فأجابني: (الفراولة) هي فاكهة لذيذة سهلة الهضم غنية بالماء والأملاح والسكر والألياف والبروتين، ويحتوي على أنواع من الفيتامين... برهة صمت ثم قال: ومن ميزة هذه الفاكهة أنها تحمل قلة المواد الدسمة، وهذا ما يجعلها فاكهة مفيدة للأشخاص الذين يعانون السمن كصاحبك المسكين.

قلت: يا جد وهل لها فوائد غير هذه؟ 

قال: الكثير يا بني فهي مغذية ومقوية ومرطبة ومرممة ومدرة، وتعتبر مهبطة لضغط الدم، ومنظفة للدم، ومضادة للتسمم، ومساعدة لقوى الجسم الدفاعية ومطهرة وملينة وتستخدم لإفرازات المرارة... 

فقلت مستغرباً: وهل هناك بعد يا جد؟ 

قال: هي قاتله للجراثيم، وتستعمل ضد النزيف ولتجديد الحيوية، فمالك تستغرب يا ولدي وهذه الفاكهة تفيد الأطفال والشيوخ وأهل النقاهة والمصابين بعسر الهضم وأمراض المثانة والحصى والإمساك والرمل وهياج الأعصاب والالتهابات الداخلية والوهم النفسي... كنا يا بني أيام زمان لا نأكله إلا على الريق، ونستخدم عصيره كمضاد للجراثيم، ونغلي الأوراق والجذور لمكافحة الإسهال والروماتزم والنقرس، ولمعالجة عاهات الكبد والمرارة والكلى والمثانة، وكنا نهرس حباته وندهن بها الوجه جيداً قبل النوم، فهو يساعد على تجميل الوجه، ونستخدم عصيره لإزالة صفرة الأسنان والترسبات التي تتراكم عليها.

قلت: يا جد هل هناك محظورات معينة؟ 

قال: ذكي يا بني ذكرتني بشيء كنت أنساه، فلا يصح تناول الفراولة من قبل الأشخاص الذين يشكون من الحساسية المفرطة، فتتجلى في طفح جلدي وبثور في الجسم، فيجب حين إذ التوقف عن تناوله حالاً...

برهة صمت وإذا بي أسمع شخير الجد... خرجت وأنا أغلق الباب خلفي... وإذا به يصيح: دعه يتناول حبة واحدة قبل الطعام كي يـتأكد من سلامة استخدامه!!