لا شيء يحرك الجد، والمشكلة اني جازفت وسألته: هل آخذك الى الطبيب؟ صرخ بي غاضبا: انا من يعالج الأطباء، انا من يعلمهم اسس علمهم وعملهم. حينها فكرت بأسلوب مستحدث لتحريك جدي اليوم، مادامت كل الأساليب غير نافعة... إذن سأركز على تأجيج غضب الجد. 

قلت: لو كان طبكم نافعا لما احتاج الناس الى الطب الكيمياوي. 

صرخ الجد: ما الذي أبقيتموه على التراث لكي تبقوا على الطب الشعبي، لقد ضيّعتم كل شيء، ورحتم تداوون أنفسكم بالأمراض... مادة كيماوية تشفي داء ليستفحل داء اخر. 

قلت: ياجد لا يمكنك أن تنكرَ التطور العلمي. 

صاح: لن يتطور من فراغ، نحن من أسسنا هذا العلم. 

رأيتُ الفرصةَ قد حانت لأدخل اليه وقلت له: ان هناك كثيرا من الأمراض كانت تنتهي بالموت لعدم وجود معالجات طبية. 

فقال: لم تكن امراضُ عصركم هذه موجودة عندنا كالايدز، والسرطان، ومرض الصدمة، فمن المؤكد كنا سنجد لها الفَ علاج. 

قلت مع نفسي لأضرب ضربتي الان قلت: والصرع أهو مرض جديد ألم تعجزوا عنه؟ 

فقال: يا بني هذه من أسهل الأمراض التي كنا نعالجها بحشيشة الاوزة، وانتهت القضية فجأة. 

انتبه لي فقال لي: هل احد اصدقائك مصاب بالصرع؟ 

قلت: نعم يا جدي. 

قال: وهل جئت لتغضبني لتحصل على مرادك، وتحصل على توصيفة لصديقك؟ 

فشعرت حينها أنه لم يبقَ امامي إلا تبديل الاسطوانة. 

قلت: اسمعني ارجوك، العملية ليست عملية مخادعة وزيف يا جدي، هذه امراض ناس لابد ان نمد يد العون لهم مادمنا نمتلك العلاج. 

هدأ الجد تماما وقال: (عفية يا ولد هذه اول مرة تقول فيها الصدق). 

استعد في جلسته وقال: حشيشة الاوزة تستخدم في جميع التشنجات، ولتوقف النزيف، ولتداوي المغص المعوي، والمرارة، والكلى، وآلام الحيض، وآلام الزحار، وآلام الساق، ومكمدات المغلي لمعالجة جميع تشنجات البطن ولحالات الصرع، واخذت الان ما تريد فانصرف... 

ألم اقل ان حالةَ جدي سيئةٌ اليوم