قراءة انطباعية في مهرجان المسرح الحسيني الثالث ...كلمة المسرحيين العراقيين

2021/02/16

الولوج الى عمق الحضارة هو ارتقاء يتطلب  فهم  قيمة  الثراء  الإنساني ليبلور وجود المعنى الاوفى  ، وفي المسرح يصبح المعنى  اكثر اثارة ليرتقي  به الانسان عبر  فعل الصراع الناهض والمتسامي بقراءة  ترسخ لنا  المفاهيم  القويمة ، وفي كلمة ( الدكتور عقيل  مهدي ) التي القاها  نيابة عن المسرحيين  العراقيين  يرى ان الفن  المسرحي يشاطر  الطقوس الدينية   والاخلاقية  بالهم البنّاء  ، وتتبلور حكمة المسرح الحقيقية بما يحمله  من مسؤولية  الحفاظ على  قيم هذه الواقعة  التي تعرضت  الى محاولات تجريدها من  تلك الهوية المقدسة   واعطاءها حيزا اصغر ينتمي الى الفعل  الخاص  ، واستبدال  معانيها   الثرة برؤى مغايرة  تقلب موازين التفسير  لتصبح النهضة  عندهم عصيان وخروج عن طوع الامة  والاصلاح يفسرونه تمردا  والتضحية انتحارا ، وليصبح  اصحاب الشأن  دخلاء على القضية  ، تلك محنة  التأريخ  التي  وضعت  العمق التراجيدي  لرسم  العلاقة الحقيقية بين الثورة  والانسان  وليعمم  هذا الشعور  الما سآوي  بعدما  حاول الجهد  السلطوي  تجزئته  فالمسرح امام  موضوع  مثقل  بالمؤثرات  الشعورية  المطالبة  بالحرية والنهضة ضد الطغيان  وليمثل هذه  الواقعة  كل حركات  التحرر  فهي تشكل  الجذر والامتداد  وتنامي  الروح  المسؤولة  وبما تحمله  من تراجيديا  مأساوية  تمثل  عذابات  التضحوي  الذي قدم كل ما يملك  بتواضع  ونكران  ذات  وبشرف تاريخي  يبقى متألقا  مدى  الزمان ،  

يرى بعض النقاد  ان ولادة  المسرح   العربي هي ولادة ناشئة  لا جذر  لها  فلذلك  كان الجذر المسرحي الحسيني  هو الواقعة المتجذرة  في الشعور  العام  لما له  من قدسية  ، فيسعى  المسر حيون  الحسينيون  الى ترسيخ   فنية هذا المسرح  والفنان الدكتور عقيل  مهدي استاذ مادة التمثيل  وعلم الجمال  والنقد الحديث  واصول البحث  عميد كلية الفنون الجميلة بغداد الاسبق  وهو من  المخرجين العراقيين  الكبار  حيث اخرج  العديد من الاعمال  المسرحية  الكبيرة وشاركت  معظم  اعماله المسرحية  في المهرجانات الخارجية  وحصدت جوائز ثمينة، وقد تميز  بالثراء المعرفي كونه مؤلفا ومخرجا  وناقدا ومنظرا  وله اهتمامات  كبير ة في مسرح السيرة الحداثوي ، هو رجل كفوء لتمثيل المسرحيين العراقين  وخاصة في هذه  الرحاب المقدسة  ـ وقد شخص  في كلمته العديد من الرؤى  المهمة  التي قدمت معنى الالتزام  ومنها مسألة (  التشريف  ) فهو يشعر بان مثل هذا  التمثيل  هو تشريف حقيقي  امام منزلة  الرمز المقدس ، امام قدسية ابي الفضل العباس عليه السلام وهذا وعي  يعكس   المحتوى الفكري  لاستيعاب   مكانة هذا التشريف  ،  وبعدها اكد على معناه الأكاديمي  اذ يضيف  للموضوع  بعدا آخرا  وثم ينبري  لتقييم  هذه الظاهرة  المسرحية  التي انطلقت  وللسنة  الثالثة  من  فضاءات  العتبة  العباسية  المقدسة  ، التي يراها متألقة  انسانيا  بما تمثل  من مكانة بلاغية  وجمالية  تنمي الوعي المدرك ،  وتحفز الروح الاجتهادية و  تعددية التلقي  والتعددية التأويلية  في التفسير  والنظر ة المتجددة ،  فهو يفتخر بتشريفه  ممثلا  للجامعة  ، كلية  الفنون الجميلة  في بغداد  والناطق الرسمي  باسم  لجنة  النقاد  المسرحيين  العراقيين  ، ويتشرف  بنسبه المحمدي  ، ويرى  ان المحبة  والتسامح والنظرة  المستقبلية للعتبة  المقدسة ذات  بعد اكاديمي  كبير ،  وقد ابرز  الدكتور  عقيل  مهدي  الغاية الفكرية  التي نشأت  عليها  فكرة اقامة  العتبة  لمهر جان  المسرح  من خلال  تشخيصه باحتياج  المسرح  نفسه  لمثل  هذا التقويم  وهذا التشخيص  دقيق لما تعرض له المسرح العراقي  اذ حاول الجهد السلطوي سحبه الى  مناطق  غير قانونية لا تحمل  قيم المسرح ولا  اهداف المسرح  ولا نبل المسرح  ، ومثل هذا التنظير  يشرع لولادة  يقظة  تحمل  الطهر  وتقدم مشروعا  يتوافق  والطموح  المشروع ، نجد ان المسرح  العراقي  قد قضى  وطرا  وهو يتفانى من اجل تقليد  المسرح الاجنبي  ، وهذا يعني  ان المسرح  كان يبحث  عن الحياة  في رئة  غريبة  اليوم يحتاج  فعلا  الى تنامي  قابليته  لاستيعاب  العمل  المسرحي  الوطني  الذي يشكل  هويتنا  وخصوصيتنا  الجمالية  ، فلذلك  شعر الدكتور بالغبطة  وهو يستمع  لتشخيص ممثل العتبة العباسية المقدسة  للمسرح  ويبين دوره الثقافي  في الارشاد والتوجيه  ويعد هذا التشخيص  فهما للبناء  الدرامي  والحلم ان يصبح المحتوى الاخراجي  عربي ايضا ، 

أخترنا لك
( حبيبتي ) 1+2

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة